مشروع إنجاز المسجد الأعظم كانت مبادرة من الرئيس الراحل هواري بومدين

خاب ظن الجزائريين في أداء صلاة عيد الأضحى في بيوت الله "جماعات"، و خاصة المسجد الأعظم الذي انتهت الأشغال بها، و ينتظر وضعه حيز الإستغلال بشكل رسمي من طرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، إلا أن ظروف الحجر الصحي و استمرار تفشي الوباء كوفيد 19 حال دون تحقيق هذا الحلم  الذي انتظره الجزائريون منذ انطلاق المشروع في ماي 2012

 تقول تقارير أن مشروع المسجد الأعظم كان مبادرة من الرئيس الراحل هواري بومدين ، أراد أن يكون تحفة معمارية إسلامية لا مثيل لها، و كانت وصيته أن يضاهي هذا المسجد ، المسجد النبوي بمكة و مسجد ألأمير عبد القادر  بقسنطينة في بعده الروحي، ليكون جامعة إسلامية ثانية تفخر بها الجزائر، إلا أن أطراف عملت على تجميد المبادرة بعد وفاة الرئيس هواري بومدين، إلى حين اعتلاء الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفبيقة الحكم  و الذي أعاد إحياء الفكرة ، المسجد الواقع  بحي المحمدية بالعاصمة الجزائر حسب البطاقة التقنية، يسع لأزيد من 120 ألف مُصَلٍّ من داخل و خارج الجزائر،  أشرفت على إنجازه  شركة صينية ، و كلف  خزينة الدولة ما يقارب  02 مليار دولار.، المسجد يتربع على مساحة 200 ألف متر مربع و يبلغ ارتفاع مئذنة إلى حوالي 265 مترا، و يضم 03 طوابق و حظيرة توقف السيارات ، قاعتين للمحاضرات، و مكتبة تسع لـ: 2000 مقعد ، و هو بذلك يعدُّ  ثالث أكبر المساجد في العالم، بعد الحرمين الشريفين بالسعودية و مركزا علميا ، بل معلما سياحيا، لدرجة أنه سُمِّيَ بأزهر الجزائر.
و قد أثار قرار الرئيس عبد المجيد تبون القاضي بتأجيل فتح المسجد الأعظم  استياء الجزائريين، الذين نددوا باستمرار غلق بيوت الله، بعد إعادة فتح المحلات التجارية، حيث أرجعوا تأجيل افتتاح المسجد إلى خلافات بين الحكومتين الجزائرية و الفرنسية، تشير أنباء نشرت في بعض المواقع الإخبارية أن الحكومة الفرنسية لم تكن راضية على الموقع الذي اختير لإنجاز هذا المسجد كونه كان يحمل اسم الكاردينال "شارل لافيجري" خلال الإحتلال الفرنسي، و حولت المنطقة إلى أكبر حاضنة للتبشير،  قبل ان يتحول بعد الإستقلال  إلى اسم "المحمدية" خاصة و أن تاريخ المنطقة يروي وقائع لها علاقة بالحملات الصليبية على الجزائر، وبالمعالم المسيحية التي شيدتها  فرنسا أثناء احتلالها"،  و قد قيل ما قيل عن هذا المسجد الذي رقصت لها العديد من الأقلام و اسالت كثير من الحبر ، حيث قيل عنه أنه بإمكانه أن يعيد قيادة قطار مسار تصحيح التاريخ في كامل شمال إفريقيا المسلمة، و أن تكلفة إنجازه ضئيلة جدا بالمقارنة مع الأمزال التي استنزفتها الحكومة الجزائرية   في العشريتين الأخيرتين، أهدرت أكثر من 1200 مليار دولار كاملة في مشاريع جلها لم يكتمل و أخرى مجمدة، بينما ذهب جزء كبير من المبلغ في جيوب الفاسدين الذين يقبع جلهم اليوم في السجون، في وقت عجزت الحكومة  في حل مشاكل الجزائريين، و قالت أصوات أن الجزائر ليست في حاجة إلى بناء دور العبادة، إنما هي في حاجة إلى بناء مصانع لتشغيل ابنائها و استعادتهم من الخارج، و بناء  مستشفيات لمعالجة مواطنيها بدلا من تحويلهم إلى المستشفيات الأجنبية و بناء مؤسسات عقابية لزج المنحرفين من أبنائها.
علجية عيش