أجواء احتفالية باليوم الدولي للمناطق الرطبة بقسنطينة

أمر والي قسنطينة عبد الحفيظ أحمد ساسي محافظ الغابات بافسراع في تطهير غابة جبل الوحش و المحمية البيولوجية من المظاهر المخجلة و كذلك تنظيفها من الأوساخ موجها انتقداتا لاذعة للمسؤول الأول عن الغابات، لاسيما و هذه المظاهر شوهت صورة الغابة باعتبارها فضاء للإستجمام، خاصة و أن هذه امظاهر حرمت العائلات من وزيارتها رغم ما تتميز به من مرافق، و بحيرات، إلا أن التهاون و التسيب عرض الغابة و المحمية البيولوجية إلى الإهمال بحيث تحولت إلى شبه مفرغة عمومية فضلا عن المظاهر الأخلاقية الفاسدة التي شوهت المكان، و اقترح الوالي على محافظ الغابات اقتناء بين 400 و 600 حاوية لجمع النفايات، و إعادة الإعتبار للمنطقة التي تعتبر واحدة من المرافق السياحية، كما اقترح الوالي ضم 06 هكتارات شاغرة على مستوى حديقة جبل الوحش لأملاك الغابات حتى تصبح مرفقا عاما مشجرا مع الحرص على كيفية المحافظة على المناطق الرطبة ، حول هذه الأخيرة طالب الوالي بمسح شامل لهذه المناطق و إعادة لها الإعتبار، عندما وقف على المحمية البيولوجية بجبل الوحش و ما تحتوي عليه من بحيرات و طيور مهاجرة، و ذلك في إطار الإحتفال الدولي بالمناطق الرطبة و التي يحتفل بها العالم كله، عملا باتفاقية الأمم المتحدة المصادق عليها في بداية السبعينيات بمدينة أمسار الإيرانية.

أما بالنسبة لغابة المريج، انتقد الوالي أحمد عبد الحفيظ ساسي، طريقة تسيير غابة المريج التي تعتبر ضمن غابات الإستجمام و التسلية، بعدم إلغاء عقد الإمتياز مع أحد المستثمين ، في جوان من السنة المنصرمة ( 2020) في انتظار إطلاق مناقصة جديدة قبل نهاية الشهر الجاري ، السبب حسب محافظ الغابات يعود إلى عدم تسديد هذا المستثمر المبلغ المتفق عليه و المقدر بـ: 240 مليون سنتسم في الشهر، و هو ماعتبره الوالي مبلغا ضخما و مبالغ فيه، و على الإدار أن تصحح نظرتها و اساليبها في التعامل مع المستثمرين، و أعطى الوالي لمحافظ الغابات مهلة 03 أشهر لتسوية وضعية غابة المريج ، علما أن ولاية قسنطينة تتوفر على 23 منطقة رطبة هي عبارة عن حواجز مائية، 05 مناطق منها تتوفر فيها الشروط و المقاييس العالمية و كانت لهذه الجمعية مشاركات قوية في حملات التشجير حيث تمكنت من زرع 3600 شجيرة في سنة 2020، فضلا عن الحملات التحسيسية التي تقوم بها على مستوى المؤسسات التربوية و دور الشباب و مراكز التكوين المهني بالتنسيق مع مصالح الغابات و الكشافة الإسلامية.

أما الطيور المهاجرة حسبما جاء في البطاقة التقنية التي اعدتها محافظة الغابات ،سجلت محافظة الغابات في 2020 ما يزيد عن 3074 طير مهاجر من مختلف الأنواع مسجلة انخفاظا قليلا ، بالمقارنة مع السنة الحالية اين يوجد 2889 طيرا من مختلف الأنواع، منها السمّان، حجل الصخور القمري و الورشان، الشحرور الشائع، حمراء الجناح، الزرزور الشائع، الزقزاق الشامي، و طائر الغطاس المعروف باسم اسود الرقبة و هو من فصيلة البط، و البط أزرق النقار، و هذا النوع من الطيور مهدد بالإنقراض، و هو مصنف في القائمة الحمراء في المنظمة الدولية لحماية الطبيعة، و تعمل محافظة الغابات بولاية قسنطينة على تبادل الخبرات في مجال احتضان الطيور و استقطابها بالتنسيق مع الولايات المجاورة على غرار ولاية ميلة، أم البواقي و ولاية جيجل.

من جهة أخرى كشف محافظ الغابات عن جملة من المشاريع التي ينتظر تجسيدها ، بحيث توجد 13 عملية، 03 منها مجمّدة و 06 في طور الإغلاق، كما سجلت المحافظة من محصول الغابات في سنة 2020 ، ما يربو عن 680 هكتار من الخشب و 870 هكتار فلين، و تسهر على دعم 12 مستفيد من الأراضي الموجهة للإستصلاح، تضاف إليها 500 هكتار مبرمجة لتوزيعها على طالبي الإستثمار في المجال الغابي، في انتظار صدور المرسوم الوزاري لتوزيعها على الراغبين في الإستثمار في هذا المجال ،على مستوى محافظة الغابات، أما في مجال الصيد، حسب الأرقام يوجد 286 صياد على مستوى محافظة الغابات، 260 منهم متحصلين على رخص الصيد، يلاحظ أن الغابات تعيش وضعيا كارثيا بسبب الإهمال و التسيب و بالخصوص غابة جبل الوحش التي لا تزال على وضعها ، بعدما تم تهجير الحيوانات إلى ولاية جيجل، للعلم أن غابة جبل الوحش تقع في الشمال الشرقي لمدينة قسنطينة و تبعد عنها بحوالي 04 كلم، كما ترتفع بالتدرج بين 800 متر إلى غاية 1200 متر على مستوى سطح البحر ، ما جعلها تحتل مكانة مميزة و تكون فضاءً خاصا للاستجمام و موقعا مميزا لممارسة الرياضة الجبلية و الصيد.

و قد قسم المسؤولون السابقون الغابة إلى أربعة أقسام ( حظيرة التسلية و مساحتها حوالي 20 هكتار، المحمية البيولوجية خصصت للتجارب النباتية و تتربع على مساحة 150 هكتار، كما تحتوي على محلات ، مطعم و غير ذلك..، ففي كل مرة يتم تنصيب لجنة ولائية تتولى هذا المشروع، و تخصص لها ميزانية مستقلة بها، كانت أول عملية أولتها السلطات الولائية إلى مؤسسة تسيير الفندقة ( أوجيلكو) و هي ذات طابع عمومي كلفت ببناء و تجهيز و تسيير حظيرة التسلية بالغابة، لكنها حلت في بداية التسعينيات مما أدى بالحديقة إلى التدهور بعدما تحولت إلى مأوى للجماعات الإرهابية، لتسلم لمستثمرين خواص، لكن باءت كلها بالفشل، لفقدان التجربة الكافية في ميدان تسيير هذه المرافق ، الأمر يتعلق بوجود لوبي يسعى إلى تخريب المدينة بعدما كانت فيما مضى قبلة و مزارة للسواح، من مختلف المناطق.

و كان مواطنو ولاية قسنطينة قد طالبوا في وقت غير بعيد بفتح تحقيق حول حديقة التسلية بغابة جبل الوحش و معرفة الأموال التي صرفت من أجل إعادة تأهيلها ، حيث سبق و أن خصص لها مبلغ 20 مليار سنتيما، كذلك بالنسبة لمشروع تهيئة غابة المريج الذي خصص لها مبلغ قدره 15 مليار سنتيما من ميزانية الولاية ، و كما هو معلوم تتميز ولاية قسنطينة بثروة غابية كبيرة كانت ثمرة حملات التطوع بسواعد شبانية منذ الاستقلال إلى اليوم، لكن التهاون و اللامبالاة حولت هذه الغابات إلى مرتع لللإنحراف و الفساد من تعاطي المخدرات و المشروبات الكحولية و ممارسة الرذائل، فمن عابة شطابة إلى غابة الكلم السابع طريق عين اسمارة، إلى غاية البعراوية و المريج وصولا إلى غابة دراع الناقة و جبل الوحش، هذه الأخيرة التي تتربع على مساحة 450 هكتار، منها 100 هكتار تتمثل في المحمية البيولوجية أنشأت عام 1906 تحتوي على أشجار نادرة، و هي صالحة لكي تكون مخبرا علميا للتجارب النباتية، كما تحتوي على بحيرات و أحواض مائية زادت في جمال الموقع.

علجية عيش