هل دعا محمد أركون إلى نزع القداسة عن النص القرآني و فرض قراءة تاريخية عليه؟
الإثنين 27 يوليو 2020 - 15:11
محمد أركون نحو إعادة كتابة تاريخ الفكر الإسلامي والفكر العربي
( محمد أركون بشّر باليوم الذي تنتصر فيه الحداثة الفكرية)
( محمد أركون بشّر باليوم الذي تنتصر فيه الحداثة الفكرية)
هي قراءة تحليلية قدمها الد/صبري محمد خليل خيري أستاذ فلسفه القيم الاسلاميه بجامعه الخرطوم عرض فيها المفاهيم الاساسيه للمشروع الفكرى عند المفكر الجزائري محمد أركون وبالخصوص ما تعلق بالإسلاميات التطبيقية، التي تدعوا إلى إحداث قطيعة جذرية مع الدراسات الإسلامية التقليدية في الغرب (الاستشراق) ، معتمدا في ذلك على المنهج الاركيولوجى "الحفري التفكيكى" لكن باستخدام مجموعة من الأدوات المنهجية التي تبلورت منذ الخمسينيات في مجال العلوم الإنسانية بشتى فروعها من التاريخ واللسانيات والأنتربولوجيا وعلم النفس بجميع مدارسه وعلم الأديان المقارن، والسيمولوجيا، ثم الابستومولوجيا والفلسفة
الهدف الرئيسي عند أركون من الدراسة الأنثروبولوجية الدينية للتراث الإسلامي هو توضيح التنافس المستمر بين المعرفة الأسطورية والمعرفة العقلانية وروابطها المتغيرة والمتحولة، ففي تحليله يرى صاحب الورقة أن المشروعه الفكرى عند محمد أركون من منظور نقدي قائم على تصور معين للتراث الإسلامي ونتاجه الفكريفهو يرمي إلى "إعادة كتابة جديدة لتاريخ الفكر الإسلامي والفكر العربي"، والمقصد الأساسي لهذه العملية هو تتبع المساحات الخفية التي ظلت بعيدة عن مجال النقد والتفكير، فمعظم الأسئلة التي ينبغي طرحها على التراث من وجهة نظر أركونية تدخل فــي دائرة "اللا مفكَّر فيه" أو "المستحيل التفكير في"، فالتراث مثلا عند محمد أركون هو بنية تراكمية تشكلت عبر أجيال متلاحقة، وتتكون من مزيج من المعارف المتداخلة بطريقة لا يفصل فيها بين الإلهي والبشري ، بمعنى آخر هو مجموعة متراكمة ومتلاحقة من العصور والحقب الزمنية و هي متراتبة بعضها فوق البعض الآخر كطبقات الأرض الجيولوجية أو الأركيولوجية، وللتوصل إلى الطبقات العميقة، أي القرون التأسيسية الأولى..لا بد من اختراق الطبقات السطحية الأولى والوسطى..
أما تصوره للعقل الاسلامى و تركيبته الداخلية وكيفية نشأته وطرائق اشتغاله في التاريخ والمجتمع من خلال دراسته التحليلية لرسالة الشافعي، يخلص محمد أركون إلى أن العقل الإسلامي الكلاسيكي تفرع إلى عقول إسلامية متنافسة، ثم تحول فيما بعد إلى عقل إسلامي أرثوذكسي صلب ومغلق على ذاته وهذا يعني نزع صفة العقلانية عن هذا العقل ومنتجاته الفكرية انطلاقاً من انغلاقه الأرثوذكسي وتشبعه بمفاهيم وقيم موروثة عن عصور سيادة اللاهوت والتصورات الميثولوجية، في حين تبقى العقلانية الخيار الوحيد أمام الفكر الإسلامي لتحقيق انطلاقته، فلا بديل سوى تحطيم أساسيات المعرفة الأسطورية داخل بنيته، و هنا يرسم محمد أركون الطريق إلى"الحداثة"، و المرور إليها يمر عبر التحرر من سلطة النص الذي تكونت في ظله ثوابت العقل الإسلامي ومحدداته التي تشكلت منها بنية النظام المعرفي داخل بناء الثقافة الإسلامية، التي من خصائصها عدم الخلط بين الميثي “الأسطوري” والتاريخي، التدعيم القطعي للقيم الأخلاقية الدينية انطلاقاً من القرآن والسنة، التأكيد اللاهوتي لتفوق المؤمن على غير المؤمن، والمسلم على غير السلم، حصر وظيفة العقل في الاجتهاد وتأويل الوحي (النص المقدس)، تقديس اللغة، والتركيز على قدسية المعنى المرسل من قبل الله، التأكيد على تعالي المقدس وتجاوزه التاريخية، أي تحرير العقل الإسلامي من الأساطير العديدة التي تشوبه، فهو ينظر إلي مشروعه باعتباره استراتيجية معرفية للفتح والتحرير، أي فتح العقليات المغلقة وتحريرها ، و من هنا فهو لا يفتأ يبشر باليوم الذي تنتصر فيه الحداثة الفكرية
و النص القرآني عند محمد أركون ينطلق من اعتباره جزءاً من التراث الذي يستلزم القراءة النقدية، وإعادة كتابة تاريخه وفق محددات المشروع الذي يتبناه، بمعنى أن القرآن ليس أكثر من نص تشكَّل تاريخياً ضمن شروط معينة كغيره من النصوص التي يحفل بها الموروث الفكري للحضارة الإسلامية، مثله في ذلك مثل الشعر الجاهلي أو الشعر العباسي أو غيرهما من منتجات الفكر الإنساني عبر العصور المختلفة.. و أراد الدكتور محمد خليل خيري القول أن محمد أركون يدعو إلى نزع القداسة عن النص القرآني من أجل فرض قراءة تاريخية عليه، ومن ثم إخضاعه لمحك النقد التاريخي المقارن، وللتحليل الألسني التفكيكي، وللتأمل الفلسفي ، و يرى أن محمد أركون تغلب عليه النزعة التشكيكيه لأن موقفه من القرآن لا يتميز في شيء عن موقفه من التراث عموماً، وهو وإن كان يعتبر أن الدراسة العلمية للمقدس لا تعني الانتقاص منه أو المس به، وإنما تعني فهماً أفضل لكل تجلياته وتحولاته، وتحذيراً لبعض الفئات أو بعض الأشخاص من التلاعب به لمصالح شخصية أو سلطوية.
وبناء على ذلك فهو يشكك في الرواية الإسلامية لقصة جمع القرآن، بل إن هذا التشكيك يمتد إلى طريقة تبليغ الرسول للقرآن وكيفية نقله عنه حفظاً وكتابة، و إعادة كتابة النص تتطلب الرجوع إلى الوثائق التاريخية و التأكد من صحتها و البحث عن وثائق أخــرى ممكنة الوجـود كـوثائق البحـر الميت في محاولة منه توحيد الرؤية حول الأديان التوحيدية، و الوقوف كذلك على حقيقة الظواهر التي لا تطالي جميع البشر بل خص بها الله من اختارهم عن طريق الوحي و النظر إن أمكن نزع عنه طابعه المقدس بعدما يتم التمييز بين المطلق والنسبي ، و لعل هي المشكلة التي تواجه الفكر الأركوني، و تكمن أساسا فى عدم التمييز بين ما هو المطلق عن قيود الزمان والمكان غير الخاضع للتغير أو التطور فيهما، و النسبي في الزمان والمكان الخاضع للتغير في المكان والتطور خلال الزمان
قراءة علجية عيش
الدكتور صبري محمد خليلأما تصوره للعقل الاسلامى و تركيبته الداخلية وكيفية نشأته وطرائق اشتغاله في التاريخ والمجتمع من خلال دراسته التحليلية لرسالة الشافعي، يخلص محمد أركون إلى أن العقل الإسلامي الكلاسيكي تفرع إلى عقول إسلامية متنافسة، ثم تحول فيما بعد إلى عقل إسلامي أرثوذكسي صلب ومغلق على ذاته وهذا يعني نزع صفة العقلانية عن هذا العقل ومنتجاته الفكرية انطلاقاً من انغلاقه الأرثوذكسي وتشبعه بمفاهيم وقيم موروثة عن عصور سيادة اللاهوت والتصورات الميثولوجية، في حين تبقى العقلانية الخيار الوحيد أمام الفكر الإسلامي لتحقيق انطلاقته، فلا بديل سوى تحطيم أساسيات المعرفة الأسطورية داخل بنيته، و هنا يرسم محمد أركون الطريق إلى"الحداثة"، و المرور إليها يمر عبر التحرر من سلطة النص الذي تكونت في ظله ثوابت العقل الإسلامي ومحدداته التي تشكلت منها بنية النظام المعرفي داخل بناء الثقافة الإسلامية، التي من خصائصها عدم الخلط بين الميثي “الأسطوري” والتاريخي، التدعيم القطعي للقيم الأخلاقية الدينية انطلاقاً من القرآن والسنة، التأكيد اللاهوتي لتفوق المؤمن على غير المؤمن، والمسلم على غير السلم، حصر وظيفة العقل في الاجتهاد وتأويل الوحي (النص المقدس)، تقديس اللغة، والتركيز على قدسية المعنى المرسل من قبل الله، التأكيد على تعالي المقدس وتجاوزه التاريخية، أي تحرير العقل الإسلامي من الأساطير العديدة التي تشوبه، فهو ينظر إلي مشروعه باعتباره استراتيجية معرفية للفتح والتحرير، أي فتح العقليات المغلقة وتحريرها ، و من هنا فهو لا يفتأ يبشر باليوم الذي تنتصر فيه الحداثة الفكرية
و النص القرآني عند محمد أركون ينطلق من اعتباره جزءاً من التراث الذي يستلزم القراءة النقدية، وإعادة كتابة تاريخه وفق محددات المشروع الذي يتبناه، بمعنى أن القرآن ليس أكثر من نص تشكَّل تاريخياً ضمن شروط معينة كغيره من النصوص التي يحفل بها الموروث الفكري للحضارة الإسلامية، مثله في ذلك مثل الشعر الجاهلي أو الشعر العباسي أو غيرهما من منتجات الفكر الإنساني عبر العصور المختلفة.. و أراد الدكتور محمد خليل خيري القول أن محمد أركون يدعو إلى نزع القداسة عن النص القرآني من أجل فرض قراءة تاريخية عليه، ومن ثم إخضاعه لمحك النقد التاريخي المقارن، وللتحليل الألسني التفكيكي، وللتأمل الفلسفي ، و يرى أن محمد أركون تغلب عليه النزعة التشكيكيه لأن موقفه من القرآن لا يتميز في شيء عن موقفه من التراث عموماً، وهو وإن كان يعتبر أن الدراسة العلمية للمقدس لا تعني الانتقاص منه أو المس به، وإنما تعني فهماً أفضل لكل تجلياته وتحولاته، وتحذيراً لبعض الفئات أو بعض الأشخاص من التلاعب به لمصالح شخصية أو سلطوية.
وبناء على ذلك فهو يشكك في الرواية الإسلامية لقصة جمع القرآن، بل إن هذا التشكيك يمتد إلى طريقة تبليغ الرسول للقرآن وكيفية نقله عنه حفظاً وكتابة، و إعادة كتابة النص تتطلب الرجوع إلى الوثائق التاريخية و التأكد من صحتها و البحث عن وثائق أخــرى ممكنة الوجـود كـوثائق البحـر الميت في محاولة منه توحيد الرؤية حول الأديان التوحيدية، و الوقوف كذلك على حقيقة الظواهر التي لا تطالي جميع البشر بل خص بها الله من اختارهم عن طريق الوحي و النظر إن أمكن نزع عنه طابعه المقدس بعدما يتم التمييز بين المطلق والنسبي ، و لعل هي المشكلة التي تواجه الفكر الأركوني، و تكمن أساسا فى عدم التمييز بين ما هو المطلق عن قيود الزمان والمكان غير الخاضع للتغير أو التطور فيهما، و النسبي في الزمان والمكان الخاضع للتغير في المكان والتطور خلال الزمان
قراءة علجية عيش
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى