الجزائر و العالم..صحيفة إلكترونية جامعة- علجية عيش كاتبة صحافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
نتائج البحث
بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية

المواضيع الأخيرة
المثقفون الفرنسيون و حركة 13 ماي 1958 الخميس 12 مايو 2022 - 12:24علجية عيش AICHE ALDJIA
في اليوم الوطني للصحافة المصادف لـ: 22 أكتوبر 2021الخميس 21 أكتوبر 2021 - 15:55علجية عيش AICHE ALDJIA
في لقاء تخصصي جمع بين مجلس قضاء قسنطينة و إدارة الجماركالخميس 25 مارس 2021 - 11:54علجية عيش AICHE ALDJIA
قسنطينة تحيي الذكرى 59 لعيد النصر 19 مارس 1962 /2021 الجمعة 19 مارس 2021 - 14:39علجية عيش AICHE ALDJIA
عيد المرأة و نظرية "المؤامرة"الثلاثاء 9 مارس 2021 - 7:20علجية عيش AICHE ALDJIA
في لقاء جمعهم بالمسؤول التنفيذي الأول على ولاية قسنطينةالأحد 28 فبراير 2021 - 9:59علجية عيش AICHE ALDJIA
مايو 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
   1234
567891011
12131415161718
19202122232425
262728293031 

اليومية

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم

اذهب الى الأسفل
علجية عيش AICHE ALDJIA
علجية عيش AICHE ALDJIA
كاتبة صحافية مدونة مناضلة
المساهمات : 240
تاريخ التسجيل : 03/06/2020
العمر : 58
الموقع : https://www.facebook.com/ib7ardz
https://algerie-histoire.yoo7.com

مستقبل العلاقة بين المثقف والسلطة  Empty مستقبل العلاقة بين المثقف والسلطة

الخميس 30 يوليو 2020 - 9:11
لا يتحتم على المثقف في علاقته مع السلطة أن يجامل ويداهن أو ينضم إلى "جوقة المطبلين" ويصرف بصره عن كل عيوبها وأخطائها، فإذا كان رجل السلطة ذئبا سياسيا، فينبغي على رجل الفكر أن يكون ذئبا ثقافيا وبالتالي يكون "مثقفا حرا" لا "مثقفا تابعا". إن الصراع القائم بين الثقافة والمثقف، وبين المثقف والسلطة يقودنا إلى الحديث عن ماهية المثقف ونشأته ومكانته في عالم مليء بالمتغيرات

لقد اشتقت كلمة مثقف الفرنسية intellectuel، من "أنتي لاكت intellect " التي تعني العقل أو الفكر، وعليه تدل كلمة مثقف على أولئك الذين يشتغلون بفكرهم ويكرسون حياتهم لخدمة الفكر، وهم يحملون أفكارا وآراء خاصة بهم حول الإنسانية وسعادتها ويتخذون مواقف تنديد واحتجاج إزاء ما يتعرض إليه الأفراد والجماعات من ظلم وتعسف فكري. يقودنا هذا التعريف إلى رجل كان له الفضل في نشأة المثقف في نهاية القرن التاسع عشر، ففي الثاني والعشرين من شهر ديسمبر 1894م أدانت إحدى المحاكم الفرنسية ضابطا فرنسيا من أصل يهودي برتبة قبطان يدعى: ألفريد دريفوس ALFRED DREYFUS بتهمة تسريب معلومات عسكرية إلى ألمانيا بحيث تم نفيه إلى الجزر الغابرة، رغم غياب أدلة تثبت تورطه..، وقد أشعلت هذه المحاكمة نارا سياسية كبرى ما يزيد عن عشر سنوات عصفت بالحياة الاجتماعية والسياسية في فرنسا، وبينما سكت رجال السياسة عن هذه القضية آنذاك وقف عدد كبير من المفكرين والفلاسفة للدفاع عن دريفوس ومن بينهم الروائي "إميل زولاZOLA" في رسالة له إلى رئيس الجمهورية الفرنسي التي عنونها " إني أتهم"، زولا الذي اتسم بنزعة تفاؤلية كبيرة وبقناعة كاملة على انتصار الفكر على السلطة، فقد كان كتاب زولا بمثارة الشرارة الأولى في تبرئة دريفوس، وهكذا نشأ مفهوم المثقف أول ما نشأ بفرنسا مع انفجار هذه القضية.يقول الدكتور محمد شيخ في كتابه «المثقف والسلطة" أن قضية دريفوس سجلت باعتبارها صراعا ثقافيا انتصارا "للإنتلجانسيا الدنيا " على " الإنتلجانسيا العليا"، أي انتصار صغار المثقفين على كبار المثقفين..
في حوار صحفي أجراه Christian Delacampagneصحفي بجريدة لوموند Le Monde الفرنسية في بداية الثمانينيات (06أفريل1980) مع فيلسوف رفض أن يصرح باسمه حول مفهوم "المثقف" ولماذا يتكلم المثقفون كثيرا ؟ قال الفيلسوف المقنع Le Philosophe Masqué : إن كلمة مثقف Intellectuel تبدو غريبة بالنسبة لي فلم أصادفها في حياتي، لقد صادفت أناسا يكتبون روايات، وآخرون يعالجون المرضى، وأناس يجرون دراسات اقتصادية، أناسا يدرسون ويرسمون ماعدا المثقف، ورغم أني قابلت أناسا يتحدثون عن المثقف لكن هذا الأخير غير موجود بالنسبة لي ولا يعني لي شيئا N’existe plus pour moi، ما يجعلنا نتساءل: أين نجد المثقف؟ أين هي مكانته؟؟؟ وما هو دوره؟؟ تلك هي المشكلة.. !!!، ترى السلطة أن المثقف لا يحق له النزول إلى الساحة العمومية ولا يحق له أن يلج عالم السياسة، فواجب عليه الاهتمام بالقيم الثقافية كالحق والخير والعدل، فهذه القيم غير قابلة لأن تتجسد في فعل سياسي مشخص، ومن هنا جاء دور الفيلسوف الفرنسي جول لانيو JULES. LAGNEAU (1851- 1894) ليعلن عن ميلاد نوعا خاصا من المثقف أو المفكــــــــــر الذي "يلعب بالسياسي دون أن تحرقه نار السياسة.»، لأن هناك من يحب أن يتسلط ويرغب في السلطة باعتبارها نظاما سياسيا قائما بذاته، وقوة قائمة لا يراقبها عقل ولا يعارضها لسان، فهي كما تسمى ب: الليفياطان LEVIAHAN، ومعناها الرئيس الذي يكون الحكم حكمه والقرار قراره، والليفياطان هو اسم حيوان وحشي الذي لقيه أيوب في أنباء العهد القديم ويرمز للقوة الخارقة التي تستطيع أن تفعل ما يعجز عنه الإنسان، وهو يعتبر روح القيادة والطاعة العميقة..
لقد كانت السلطة حربا على المواطن وعلى الفكر الحر ومن ثم جاءت سياسة المقاومة La Politique De la Résistance، وهي سياسة المواطن ضد السلطة دعا إليها الفيلسوف آلان ALAIN، إذ لا يتحتم على المثقف في علاقته مع السلطة أن يجامل ويداهن وينضم إلى جوقة المطبلين، ويصرف بصره عن كل عيوبها وأخطائها، فإذا كان رجل السلطة ذئبا سياسيا فينبغي أن يكون رجل الفكر ذئبا ثقافيا وبالتالي يكون مثقفا حرا لا مثقفا تابعا، لأنه وليد قضية اجتماعية وسياسية شهيرة عرفت باسم قضية دريفوس، وهو كما قال الدكتور خليل أحمد خليل في كتابه ( مستقبل العلاقة بين المثقف والسلطة) بصدد الدفاع عن حرية الإنسان وعن حق العقل في القول والفعل، وبذلك يصبح المثقف حاكما في أي مستوى من مستويات السلطة، فيقف محاربا بين نار السلطة وجليدها.إن المثقف الحر هو ذاك المثقف الذي يندمج في حراك السياسة، المناهج للأوضاع السائدة، وهكذا نجد المثقف في صراع كبير مع السلطة ما يدفعنا إلى التساؤل: هل وجد المثقف مكانه في عالم الثقافة وفي عالم السياسة وسط هذه المتغيرات؟؟؟..
فكلما حاول مثقف أن يتحدث عن نفسه أو عن وضعه فإنه يبدأ بالشكوى وينتهي بالشكوى ولا يجد نفسه على ما يرام، فيرهقه الإحساس بأنه هامشي وأن كلماته وأفكاره تضيع دون أن تغير وضعا أو تبدل أناسا، في ظروف سيطرت عليها التعددية ( التعددية الحزبية والديمقراطية) وكذا العولمة، جعلته ينشق اليوم واعيا أو لا واعيا، بحيث تفارقت في حياته ثقافته وممارسته للثقافة بعدما نصبت له الحواجز المانعة أو ما يسمى "البرافانات Les Paraventsلتعلن عن انتهاء الملحمة الثقافية الإنسانية كما لو كان الزمن قد توقف في انتظار أمر غير متوقع أو غير مرغوب فيه..، وهكذا كفت صورة المثقف على أن تعيش في الحاضر وللمستقبل فاختارت السير إلى الوراء..لأنها غير قادرة على الدخول في التاريخ ما جعلها تقوم على تناقض مستمر..أهي إذن بداية انتهاء المثقف؟؟، سؤال محرج وخطير للغاية قد يحتاج إلى دراسة معمقة، تكرس لها كل الأقلام..
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى