جذرية العلاقة الجزائرية المشرقية
الثلاثاء 11 أغسطس 2020 - 7:07
الأمير عبد القادر كان همزة وصل بين الجزائر و المشرق العربي
( كارل ماركس شوّه حقائق تاريخية أثناء إقامته بالجزائر)
في شهادته يقول الإعلامي اللبناني سليمان الفرزلي أن الجزائريين ما كانوا في يوم من الأيام قبل الإستعمار و بعده بحاجة إلى هوية أو البحث عن هوية مفقودة و من يعتقد ذلك فهو يحمل في طياته انحرافا تاريخيا، لأنه يسعى إلى تشويه حقيقة الثورة الجزائرية، الملاحظ في ورقة هذا الإعلامي أنه ربط صورة المشارقة للثورة الجزائرية بنظرة الفيلسوف كارل ماركس لها بحيث تحفظ عن ذكر بعض الحقائق، و لم يذكر الرسائل التي كان يرسلها كارل ماركس من الجزائر ، و موقفه من معاملة الإستعمار الفرنسي للجزائريين و إدانته الشيخ بوعمامة
( كارل ماركس شوّه حقائق تاريخية أثناء إقامته بالجزائر)
في شهادته يقول الإعلامي اللبناني سليمان الفرزلي أن الجزائريين ما كانوا في يوم من الأيام قبل الإستعمار و بعده بحاجة إلى هوية أو البحث عن هوية مفقودة و من يعتقد ذلك فهو يحمل في طياته انحرافا تاريخيا، لأنه يسعى إلى تشويه حقيقة الثورة الجزائرية، الملاحظ في ورقة هذا الإعلامي أنه ربط صورة المشارقة للثورة الجزائرية بنظرة الفيلسوف كارل ماركس لها بحيث تحفظ عن ذكر بعض الحقائق، و لم يذكر الرسائل التي كان يرسلها كارل ماركس من الجزائر ، و موقفه من معاملة الإستعمار الفرنسي للجزائريين و إدانته الشيخ بوعمامة
معرفة المشارقة بالجزائر و بآفاق دورها التاريخي سابقة كثيرا لبقية العرب الذين تعرفوا عليها من خلال ثورة الخمسينات من القرن الماضي، فقد عرفها المشارقة و بخاصة سوريا و لبنان من خلال الأمير عبد القادر الجزائري الذي أقام في دمشق منفيا و كان له دور فعال في إطفاء الصراعات الدينية ( الإسلام و المسيحية) و الطائفية (السُّنَّة و الشّيعة ) والحرب الأهلية اللبنانية في منتصف القرن19 ، وهاهو صَوْتٌ مشرقي أبى إلا أن يؤرخ لهوية الجزائر و عروبتها و يقول أن عروبة الجزائر كانت سابقة للتعريب بأجيال، فقد سالت الكثير من الأقلام العربية المشرقية بالخصوص في الكتابة عن ثورة الجزائر بمنطلقاتها الأصلية، فكانت موقعا حصينا مانع لوأد العروبة و وضعها في الإطار التاريخي الثقافي الصحيح، هذا الصوت القادم من بيروت كان له صدى واسع على مستوى الإعلام العربي و هو يؤرخ لأحداث الجزائر منذ الإحتلال الفرنسي لها إلى غاية الإستقلال و ما حظيت به من دعم مادي و معنوي، بلغ حد التقديس، ليس من داخل مصر فقط كما روجت له بعض الأقلام، بل من داخل دول عربية أخرى، فعلى غرار العديد من الأصوات العربية، كان الكاتب و المحلل اللبناني "سليمان الفرزلي" واحد من هذه الأقلام التي قدمت رؤية تحليلية للإشكالات الإستقرائية في الحالة الجزائرية، ما يميزه عن الآخرين هو أنه كان صوتا عربيا لكن بخصوصية افريقية، ففي الساحة السياسية اتسمت الخصوصية الجزائرية بالهيمنة الاستعمارية التي خضعت لها الجزائر طيلة 130 سنة، و جعلت منها حالة خاصة في المغرب العربي و المشرق العربي.
و بناء على هذه المفارقات جاءت قراءة الكاتب و المحلل اللبناني سليمان الفرزلي كرد على بعض المثقفين السودانيين و قولهم أن الإستعمار أقام في البلاد منشآت و بنى تحتية ( سكة حديدية) و مؤسسات التعليم و الصحة و ما إلى ذلك، و استمر وجوده في الجزائر، أي أن الجزائر تحررت عسكريا فقط، في حين ظلت مخلفات الإستعمار في شتى المجالات، عاشت فيه الجزائر مرحلة جد قاسية ما بعد الإستعمار و هي التي دفعت إلى ظهور العنف في بداية التسعينيات، شهدت توجهات عنيفة للحركات الإسلامية كمطابقة قسرية بين العنف و الفكرة الجهادية، من أجل نصرة قضايا الأمة لاسيما ما تعلق بقضية التعريب و وضع حد للصراع بين الفرانكفونية و العروبة، الملاحظ أنه من أبرز ما تميزت به الثورة الجزائرية هو أنها تزامنت مع المدّ القومي العربي الناصري، جعلها تنتقل من إطار تاريخي إلى إطار تاريخي آخر مختلفا عن الأول، كما تزامنت مع ظهور الحركات الإشتراكية العربية التي ساهمت بشكل كبير في إبراز الواقع الجزائري، و اعتبار أن الثورة الجزائرية في جوهرها هي مناهضة وجودية لفرنسا و للثقافة الفرنسية أكثر مما هي مناهضة للفكر الإستعماري ، هكذا يقول الفرغلي و هي حقيقة غير قابلة للنقاش.
فقضية التعريب في الجزائر كما يراها الإعلامي سليمان الفرزلي من أهم و أبقى إنجازات الثورة الجزائرية كعنوان ثابت للهوية الثقافية و الوطنية تعرض هو الآخر لمطابقات قسرية، بحيث جعلته الحركات الإسلامية هوية عقائدية لغايات سياسية من خلال مصادرته تحت عنوان آخر، فرغم الدور الذي لعبته مصر الناصرية في دعم الثورة الجزائرية، إلا أن المعرفة المصرية بالجزائر ظلت أدنى بكثير من معرفة اللبنانيين و السوريين بها في منتصف القرن الـ: 19، حتى أن المفكر و الفيلسوف " كارل ماركس" الذي كان مقيما في الجزائر في ستينيات القرن التاسع عشر ( 19) كان يتابع عبر الصحف الأمريكية "نيويورك تريبيون" أحوال بلاد الشام و الصراعات الأهلية فيها من الأخبار التي كانت تنتقل إلى الجزائر عن طريق الأمير عبد القادر، أمضى كارل ماركس أزيد من شهرين في مدينة الجزائر، و اطلع على أوضاع سكانها ، كان كارل ماركس يراسل صديقه فرمييه من الجزائر و يزوده بكل الأخبار، و يصف له بشاعة الإستعمار الفرنسي و معاملته للجزائريين، كما كان كارل ماركس يراسل ابنته لاورا من الجزائر، و كانت رسالة مطولة كتبها بتاريخ 13 أفريل 1882 دون فيها معلومات خاطئة عن إعدام الشيخ بوعمامة و اصفا لها الواقعة بشكل غير مباشر، وهذا موقف سلبي منه كونه اقتصر في معاتبة الفرنسيين دون أن يدين جرائمهم.
علجية عيش
و بناء على هذه المفارقات جاءت قراءة الكاتب و المحلل اللبناني سليمان الفرزلي كرد على بعض المثقفين السودانيين و قولهم أن الإستعمار أقام في البلاد منشآت و بنى تحتية ( سكة حديدية) و مؤسسات التعليم و الصحة و ما إلى ذلك، و استمر وجوده في الجزائر، أي أن الجزائر تحررت عسكريا فقط، في حين ظلت مخلفات الإستعمار في شتى المجالات، عاشت فيه الجزائر مرحلة جد قاسية ما بعد الإستعمار و هي التي دفعت إلى ظهور العنف في بداية التسعينيات، شهدت توجهات عنيفة للحركات الإسلامية كمطابقة قسرية بين العنف و الفكرة الجهادية، من أجل نصرة قضايا الأمة لاسيما ما تعلق بقضية التعريب و وضع حد للصراع بين الفرانكفونية و العروبة، الملاحظ أنه من أبرز ما تميزت به الثورة الجزائرية هو أنها تزامنت مع المدّ القومي العربي الناصري، جعلها تنتقل من إطار تاريخي إلى إطار تاريخي آخر مختلفا عن الأول، كما تزامنت مع ظهور الحركات الإشتراكية العربية التي ساهمت بشكل كبير في إبراز الواقع الجزائري، و اعتبار أن الثورة الجزائرية في جوهرها هي مناهضة وجودية لفرنسا و للثقافة الفرنسية أكثر مما هي مناهضة للفكر الإستعماري ، هكذا يقول الفرغلي و هي حقيقة غير قابلة للنقاش.
فقضية التعريب في الجزائر كما يراها الإعلامي سليمان الفرزلي من أهم و أبقى إنجازات الثورة الجزائرية كعنوان ثابت للهوية الثقافية و الوطنية تعرض هو الآخر لمطابقات قسرية، بحيث جعلته الحركات الإسلامية هوية عقائدية لغايات سياسية من خلال مصادرته تحت عنوان آخر، فرغم الدور الذي لعبته مصر الناصرية في دعم الثورة الجزائرية، إلا أن المعرفة المصرية بالجزائر ظلت أدنى بكثير من معرفة اللبنانيين و السوريين بها في منتصف القرن الـ: 19، حتى أن المفكر و الفيلسوف " كارل ماركس" الذي كان مقيما في الجزائر في ستينيات القرن التاسع عشر ( 19) كان يتابع عبر الصحف الأمريكية "نيويورك تريبيون" أحوال بلاد الشام و الصراعات الأهلية فيها من الأخبار التي كانت تنتقل إلى الجزائر عن طريق الأمير عبد القادر، أمضى كارل ماركس أزيد من شهرين في مدينة الجزائر، و اطلع على أوضاع سكانها ، كان كارل ماركس يراسل صديقه فرمييه من الجزائر و يزوده بكل الأخبار، و يصف له بشاعة الإستعمار الفرنسي و معاملته للجزائريين، كما كان كارل ماركس يراسل ابنته لاورا من الجزائر، و كانت رسالة مطولة كتبها بتاريخ 13 أفريل 1882 دون فيها معلومات خاطئة عن إعدام الشيخ بوعمامة و اصفا لها الواقعة بشكل غير مباشر، وهذا موقف سلبي منه كونه اقتصر في معاتبة الفرنسيين دون أن يدين جرائمهم.
علجية عيش
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى