مخاوف جزائرية من وقوع عمليات إرهابية على يد الكتائب المتطرفة

و كانت مواقف شخصيات سياسية و نقابات و منظمات جماهيرية بعد حادثة سوسة أن أعادت النظر في  جملة من القوانين التي تصدرها السلطات ففي تونس أعادت الواقعة إلى الواجهة الحديث عن قانون "التوبة" في ظل تعاظم خوف التونسيين من مخاطر إمكانية تمرير هذا القانون الذي اعتبروا أنّه سيكون بمثابة تبرئة للأفعال الوحشية التي ارتكبها هؤلاء مهما اختلفت درجات ممارساتهم ، النقاش نفسه يدور حول قانون المصالحة الوطنية الذي صدر في عهدة الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة ، لأن من يسمونهم بالجماعات الإسلامية اختاروا طريق الدمّ والقتل والتنكيل بالمواطنين الأبرياء، الأمر طبعا حسب المراقبين يختلف من بلد لأخر، فما حدث في الجزائر طيلة العشرية السوداء يختلف عما وقع في باقي الدول التي عاشت الحروب الأهلية و واجهت الإرهاب بكل اشكاله.
يحدث هذا وسط جدل  قوي و عقيم حول إن كان الإرهاب  نموذجا خاصا للجريمة المنظمة أم أنه عقيدة و إيديولوجية في نفس الوقت، وماهي العلاقة بينه و بين المفاهيم الحقوقية الأخرى، خاصة و أن "الحراك الشعبي" في الجزائر الذي دام سنة كاملة قبل إجراء الإنتخابات الرئاسية، أبرز وجوها محسوبة على الجماعات الإسلامية، و ظهرت صورهم في المسيرات الشعبية عبر وسائل الإعلام داخل و خارج الجزائر، بعضهم كانت لهم مشاركة في حرب "الأفغان" و عادوا إلى الجزائر و كوّنوا جماعات إسلامية مسلحة فيما عرفوا باسم "الجيا"  GIAالتي تأسست في الفترة بين  1991 و 199،  بقيادة مدني مزراق، الذي أعلن قبل سنتين فقط عن تأسيس حزب سياسي جديد لا علاقة له بتنظيم "الفيس" المحل، إلاّ أنّ السلطة السياسية والعسكرية الجزائرية رفضت اعتماد حزبه لأسباب معروفة، فمن جهة لمخالفته التعهدات التي أمضى عليها عند إعلان المصالحة الوطنية، و من جهة أخرى لتوسعها عبر التراب الوطني، فهي ( الجيا) ترتكز أساسا  في أعالي جبال الشريعة  شرقا و المؤدية إلى منطقة تابلاط، ومنها إلى بني سليمان، البرواقيه، بن شيكاو ووزرة.
أما من الناحية الغربية، تطل أعالي الشريعة على مسالك غابية ، منها جبال تمسفيدة المؤدية بدورها إلى المدية، جندل، خميس مليانه وعين الدفلي، لتشمل محورا من ولاية تيبازة، قبل العودة إلى نقطة الانطلاق بالشريعة، و يشتبه في وجود عناصر محسوبة على الجيا ضمن مؤسسة حزب مدني مزراق الجديد و الغير معتمد حاليا، وعرفت الكتيبة كمنظمة "إرهابية"، باعتبارها تابعة لتنظيم داعش، و تنشط منذ سنوات في سوريا و ليبيا و في منطقة سوسة، أبرز مخططاتها كانت تهدف إلى اغتيال نواب و قادة أحزاب و عناصر الأمن، واغتيال شخصيات وطنية سياسية وإعلامية وثقافية، تفكيك مقرات الأمن و مؤسسات عسكرية و تنفيذ هجمات إرهابية ضد الأمن التونسي، كما أنه لها امتداد كبير داخل ليبيا، و لها خلايا ، جزء منها ينشط في المرتفعات الغربية بين تونس والجزائر، ما أثار تخوفات جديدة من تكرار الهجومات الإرهابية و انعدام الإستقرار الأمني بالجزائر، في ظل هذه الظروف يجدد الجيش الشعبي الوطني جهوده من خلا تكثيف عناصره في مكافحة الإرهاب و دحض كل محاولات المساس بأمن واستقرار البلاد، بعد الإطاحة بأميرها الجهوي و مرافقيه في عمليات تمشيط جراء تنفيذ هجوما إرهابيا في عدة مناطق، كان آخر  هجوم إرهابي وقع بضواحي بلدية الحسينية، ولاية عين الدفلى تم فيه القضاء على إرهابيين و استرجاع اسلحة نارية و ذخائر و قنابل يدوية، و ينتمي زعيم الكتيبة  إلى مجموعة سليمان و يعدّ من أخطر العناصر الارهابية المدرّبة، وهو مُدَبِّرُ كل العمليات الارهابية التي تمّ إحباطها بالجزائر في السنوات الماضية ثم هذه السنة بسوسة بفضل نجاح وحدات الجيش الشعبي الوطني و وحدات الحرس الوطني، تجدرالإشارة أن كتيبة الفرقان كانت لها اصطدامات عنيفة مع الجيش انتهت باعتقال و محاكمة أبرز عناصرها و حكم  ضدهم بين المؤبد و الإعدام.
علجية عيش