12122020
بين سجون "الباستيل" الفرنسي في الجزائر و معتقلات "رقان"
ما كان يجري في الماضي هو أن مصير العالم يتقرر على أيدي أفراد معدودين، و هو ما نشهده اليوم ليس في العالم الغربي فحسب بل حتى في دولة من دول العالم العربي أو العالم الثالث، و الجزائر منذ مرض الرئيس المخلوع إلى حين مجيئ الرئيس الحالي عبد المجيد تبون بدأ شعبها يتخوف من تكرار سيناريو مرض الرئيس السابق، و تجده الآن يبحث عن منارة يهتدي بها إلى الطريق، لأن التغييرات التي تجري الآن تحدث بسرعة لم تعرف من قبل، يشعر فيها الناس بعدم الأمان، الحديث هنا عن الذين يقررون و الذين يُنَفِّذُونَ، تتحول فيها الأنظار إلى كبار المسؤولين في الدولة و من يعملون على تنفيذ تعليماتهم وما يصدرونه من قرارات دون نقاش، في وقت يتوقع منهم الشعب إيجاد الحلول و الإجابات لأسئلة ملحة لا يمكن تنفيذها في وقت ضيق، لأن هذه المشكلات قديمة و لم تدرس بشكل موضوعي يخدم مصلحة المواطن و الدولة معا، و كلما تراكمت المشكلات كلما تعقدت أكثر و يصعب على المسؤول التنفيذي حلها.
منذ وفاة الرئيس هواري بومدين، اتسم الوضع في الجزائر بتراجع كبير في الأداء و لمواكبة التغيرات التي يشهدها العالم في ظل سياسة التحوّل إلى اقتصاد السوق الحرة و التي أطلق عليها في ذلك الوقت سياسية "الإنفتاح"، و ظهرت حالات الفساد و الإرتداد عن الدين، و كان لابد من إجراء تغييرات و إصلاحات، و في ظرف عشر سنوات تميز المشهد السياسي في الجزائر بوقوع حرب أهلية بين حاكم يدعمه الجيش و محكوم مؤمن بقضيته، وقد أثرت هذه الحرب سلبا على الدبلوماسية الجزائرية و علاقاتها مع الخارج، إن هذا الوضع سببه الدور المحدود للمسؤولين الذين يقترحهم الرئيس أو الحاكم في البلاد، طبعا هذا الإختيار لا يكون عشوائيا، بل مدروس، و الحاكم في غالب الأحيان يعين في محيطه من لا يناقش ولا يسأل، بل ينفذ فقط، حيث فرضت عليه إرادة المحو و الطمس لشخصيته، و من خلال هذا الطمس يمارس ثقافة" التبربير" على المشاريع و ما يرافقها من حالات تسيب و إهمال و نهب للمال العام، و قد ينتهي الأمر إلى التواطئ في صفقات مشبوهة مع رجال المال من الفاسدين و أعداء الوطن، مثلما نقرأ عنه اليوم عما يجري داخل المحاكم عن مسؤولين كبار تورطوا في قضايا فساد و رشوة و استغلال النفوذ.
هي مؤامرة في الخارج و مؤامرة في الداخل، وهذه الأخيرة أخطر، الأولى يقف في وجهها جيش بكامل قوته و استعداده للموت من أجل حماية التراب الوطني، و الثانية هي الأخطر لأن أذيال فرنسا يتربصون بوحدة الجزائر و ترابها و تاريخها النضالي، و كفاح شعبها و تضحيات شهدائها ، كان لزاما على الشعب إذن أن يتحرك من جديد و يقاوم بجميع الوسائل للحفاظ على ماء وجه الجزائر فكان الحراك الشعبي، الثورة التي انطلقت في 22 فبراير 2019 ، قادها شباب من أجل التغيير الجذري للنظام الجزائري السلطوي نظام مارس كل فنون الدكتاتورية، فكانت الإعتقلات و الزج بالشباب داخل السجون، لا فرق طبعا بين سجون "الباستيل" الفرنسي في الجزائر و معتقلات "رقان" التي امتلأت برجال آمنوا بقضيتهم و لا يزالون داخل السجون إلى الآن و إلصاق بهم التهم بحجة المساس بالأمن العام، منهم من لقي ربه و منهم من لا يزال يقاوم، و لكن للصبر حدود، كانت من نتائج ثورة 22 فبراير 2019 ، ميلاد حركة سياسية أطلق عليها اسم "حركة بداية" الجزائرية، أسسها مجموعة من الشباب الغيور على وطنه مع انطلاق الحراك الشعبي و هو اليوم يطالب بحوار وطني تشارك فيه جميع الأطراف و بالوسائل القانونية و الديمقراطية.
علجية عيش
منذ وفاة الرئيس هواري بومدين، اتسم الوضع في الجزائر بتراجع كبير في الأداء و لمواكبة التغيرات التي يشهدها العالم في ظل سياسة التحوّل إلى اقتصاد السوق الحرة و التي أطلق عليها في ذلك الوقت سياسية "الإنفتاح"، و ظهرت حالات الفساد و الإرتداد عن الدين، و كان لابد من إجراء تغييرات و إصلاحات، و في ظرف عشر سنوات تميز المشهد السياسي في الجزائر بوقوع حرب أهلية بين حاكم يدعمه الجيش و محكوم مؤمن بقضيته، وقد أثرت هذه الحرب سلبا على الدبلوماسية الجزائرية و علاقاتها مع الخارج، إن هذا الوضع سببه الدور المحدود للمسؤولين الذين يقترحهم الرئيس أو الحاكم في البلاد، طبعا هذا الإختيار لا يكون عشوائيا، بل مدروس، و الحاكم في غالب الأحيان يعين في محيطه من لا يناقش ولا يسأل، بل ينفذ فقط، حيث فرضت عليه إرادة المحو و الطمس لشخصيته، و من خلال هذا الطمس يمارس ثقافة" التبربير" على المشاريع و ما يرافقها من حالات تسيب و إهمال و نهب للمال العام، و قد ينتهي الأمر إلى التواطئ في صفقات مشبوهة مع رجال المال من الفاسدين و أعداء الوطن، مثلما نقرأ عنه اليوم عما يجري داخل المحاكم عن مسؤولين كبار تورطوا في قضايا فساد و رشوة و استغلال النفوذ.
هي مؤامرة في الخارج و مؤامرة في الداخل، وهذه الأخيرة أخطر، الأولى يقف في وجهها جيش بكامل قوته و استعداده للموت من أجل حماية التراب الوطني، و الثانية هي الأخطر لأن أذيال فرنسا يتربصون بوحدة الجزائر و ترابها و تاريخها النضالي، و كفاح شعبها و تضحيات شهدائها ، كان لزاما على الشعب إذن أن يتحرك من جديد و يقاوم بجميع الوسائل للحفاظ على ماء وجه الجزائر فكان الحراك الشعبي، الثورة التي انطلقت في 22 فبراير 2019 ، قادها شباب من أجل التغيير الجذري للنظام الجزائري السلطوي نظام مارس كل فنون الدكتاتورية، فكانت الإعتقلات و الزج بالشباب داخل السجون، لا فرق طبعا بين سجون "الباستيل" الفرنسي في الجزائر و معتقلات "رقان" التي امتلأت برجال آمنوا بقضيتهم و لا يزالون داخل السجون إلى الآن و إلصاق بهم التهم بحجة المساس بالأمن العام، منهم من لقي ربه و منهم من لا يزال يقاوم، و لكن للصبر حدود، كانت من نتائج ثورة 22 فبراير 2019 ، ميلاد حركة سياسية أطلق عليها اسم "حركة بداية" الجزائرية، أسسها مجموعة من الشباب الغيور على وطنه مع انطلاق الحراك الشعبي و هو اليوم يطالب بحوار وطني تشارك فيه جميع الأطراف و بالوسائل القانونية و الديمقراطية.
علجية عيش
تعاليق
لا يوجد حالياً أي تعليق
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى