كريم يونس.. مانديلا فلسطين .. كتبها حسن العاصي
السبت 27 يونيو 2020 - 2:41
كريم يونس الأب الروحي للأسرى الفلسطينيين
قصة كريم يونس التي نقلها حسن العاصي لا تتحدث عن السياسي الجزائري كريم يونس المنتمي لحزب جبهة التحرير الوطني و الذي لعب دورا مهما في حملة انتخاب رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس في انتخابات 2004 الرئاسية، و إنما هي لثائر فلسطيني معتقل في السجون الإسرئيلية و المسألة لا تعدو أن تكون تشابه ألقاب لا غير، القصة ترسم لوحة معاناة أمّ تنتظر الإفراج عن ابنها، و لم تقطع حبال الأمل للإلتقاء به من جديد و احتضانه كما كانت تحتضنه و هو طفل صغير، فالرجل مهما كبر يظل طفلا في عين أمّه تدلله و تعتبره قرة عينها، سمي بمنديلا فلسطين، و بالمقارنة مع سجن المناضل مانديلا الذي قضى 27 سنة في في سجون نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، قبل أن يخرج في العام 1990، يعتبر كريم يوننس اقدم اسير في العالم، و بذلك سمّوه بمانديلا فلسطين
القصة كما رواها الكاتب حسن العاصي تحكي عن السيدة صبحية يونس والدة فلسطينية ثمانينية ما زال الحلم يبراودها برؤية ابنها الأسير بعد اعتقاله منذ 38 سنة تجلس عند مدخل منزلها في بلدة "عارة" بفلسطين المحتلة عام 1948، و تراقب بلهفة و ن يطل عليها فلذة كبدها، ويعود لأحضانها صغيراً يافعاً كما غادره أول مرة. و يعتبر كريم سوني أقدم اسير في العالم، و عميد الأسرى ، بعد مضي 30 سنة على اعتقاله توفى والد كريم حزناً وكمداً عليه. و رغم المرض و كبر سنها إلا أن الأم ما تزال متمسكة بالأمل أن ترى ابنها كريم بدون حواجز زجاجية، وأن تتمكن من لمسه قبل أن تفارق الحياة، ظلت تنتقل من سجن لآخر ، و من فرط الشوث و الحنين، كان يخيل إليها أنها تراه ، يتجاذبان أطراف الحديث ، يسألها عن ابيه و إخواته و صحتها، و هي تحدثه عن كل شيء. وحين يعلن الجندي البغيض انتهاء موعد الزيارة تفيض دموعها، لكن كريم يؤكد لها في كل مرة أنه سوف ياحرر و يغادر جدران زنزانته و يعود ثم يمسح دموعها قبل أن يعود للزنزانة.
واجه كريم يونس حربا مع الإحتلال الصهيوني فانتهت باعتقاله في الرابع من يناير /كانون الثاني ( جانفي) من عام 1983 من داخل حرم جامعة “بن غوريون” في بئر السبع حيث كان يكمل تعليمه طالباً في السنة الثالثة بكلية الهندسة الميكانيكية، و تمت محاكمته في 27 جلسة ، هي كما يقول الراوي محاكمات هزلية ، صدر فيها حكم بالإعدام شنقا بتهمة قتل جندي إسرائيلي، ثم اسقط عنه الحكم إلى المؤبد بعد استئنافه القضية، وما زال كريم خلف قضبان المعتقلات مجسداً أبهى صور التحدي والصمود والصبر والتضحية. منتصراً بشموخه على السجان في كل يوم. ويعطي مثالاً حياً عن الإرادة الفلسطينية التي لن تطوعها كافة أساليب وفنون التعذيب الوحشي للجلادين الصهاينة،رافضا الخضوع لابتزاز ومساومات إدارة السجون والمخابرات لعزله عن الحركة الوطنية الأسيرة في السجون، وناضل بقوة ضد محاولات الإدارة بث الفتنة والفرقة والتجزئة بين أبناء الحركة الأسيرة، وفصل العلاقة بين أسرى الداخل عن باقي الحركة الفلسطينية الأسيرة.
خلال وجوده في السجن درس كريم العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة الدولية المفتوحة. كتب ونشر العديد من المقالات السياسية والثقافية. وأصدر كتابان الأول بعنوان )الواقع الآخر للأحزاب الاسرائيلية)، تحدث من خلاله عن جميع الأحزاب السياسية الاسرائيلية وفضح سياسية تلك الأحزاب. والكتاب الثاني فكان بعنوان (الصراع الأيديولوجي والتسوية)، كان يفترض أن يتم الإفراج عن كريم خلال الدفعة الرابعة وفق التفاهمات التي أبرمها الرئيس الفلسطيني مع الحكومة الإسرائيلية والتي تقضي بالإفراج عن كافة الأسرى القدامى المعتقلين قبل اتفاقيات أوسلو، ولكن حكومة الاحتلال تنصلت من الإفراج عن الدفعة الرابعة والتي كانت تتضمن 30 أسيرا منهم 14 أسيرا من الداخل الفلسطيني وهم الأقدم في السجون، و إن كان حسن العاصي وصفه بعميد السجناء والمعتقلين الفلسطينيين والعرب، فهو في نظرنا الأب الروحي للأسرى الفلسطينيين ، لأنه كان يمثل الأسرى و يدافع عن حقوقهم، وسوف يظل المثل الأهم في الصبر والصمود والتحدي لهم ولأي أسير في العالم.
ذات زيارة رآها تبكي حزناً ، قال لها: لماذا أنت حزينة يا أمي؟ فهناك 11 ألف سجين وأنا واحد منهم.. أليس هؤلاء السجناء شبابا ولهم أهل ولهم زوجات؟ وأنا واحد من هؤلاء الشباب.. فلا تبكي يا أمي”..، لا زال كريم الذي يبلغ من العمر الآن 62 عاماً، يقبع خلف قضبان سجن “هداريم” بعد عزله من سجن النقب يتطلع إلى السماء وإلى فجر الحرية مشحونا بالأمل والإرادة التي لم تكسرها السنوات القاسية ولا ممارسات القمع الوحشية، كريم يونس عمره الآن 62 سنة و لا يزال خلف القضبان بسجن “هداريم” بعد عزله من سجن النقب يتطلع إلى السماء وإلى فجر الحرية مشحونا بالأمل والإرادة التي لم تكسرها السنوات القاسية ولا ممارسات القمع الوحشية، و بالمقارنة مع سجن المناصل مانديلا الذي قضى 27 سنة في السر يعتبر كريم يوننس اقدم اسير في العالم، و بذلك سمّوه بمانديلا فلسطين، و كما قال حسن العاصي ، إسرائيل سرقت من الشعب الفلسطيني الأرض والوطن، سرقت الحياة، وسرقت أعمار عشرات الآلاف من الأسرى الفلسطينيين. لكنها فشلت في سرقة حريتهم، وعجزت عن مصادرة حلمهم في فلسطين حرة مستقلة ذات سيادة وبدولة ديمقراطية تتمتع بحقوق كاملة للشعب الفلسطيني.
قراءة علجية عيش بتصرف
ملاحظة/ القصة نشرت في موقع زاد دي زاد الجزائري
و الكاتب حسن العاصي كاتب فلسطيني مقيم في الدانمرك
واجه كريم يونس حربا مع الإحتلال الصهيوني فانتهت باعتقاله في الرابع من يناير /كانون الثاني ( جانفي) من عام 1983 من داخل حرم جامعة “بن غوريون” في بئر السبع حيث كان يكمل تعليمه طالباً في السنة الثالثة بكلية الهندسة الميكانيكية، و تمت محاكمته في 27 جلسة ، هي كما يقول الراوي محاكمات هزلية ، صدر فيها حكم بالإعدام شنقا بتهمة قتل جندي إسرائيلي، ثم اسقط عنه الحكم إلى المؤبد بعد استئنافه القضية، وما زال كريم خلف قضبان المعتقلات مجسداً أبهى صور التحدي والصمود والصبر والتضحية. منتصراً بشموخه على السجان في كل يوم. ويعطي مثالاً حياً عن الإرادة الفلسطينية التي لن تطوعها كافة أساليب وفنون التعذيب الوحشي للجلادين الصهاينة،رافضا الخضوع لابتزاز ومساومات إدارة السجون والمخابرات لعزله عن الحركة الوطنية الأسيرة في السجون، وناضل بقوة ضد محاولات الإدارة بث الفتنة والفرقة والتجزئة بين أبناء الحركة الأسيرة، وفصل العلاقة بين أسرى الداخل عن باقي الحركة الفلسطينية الأسيرة.
خلال وجوده في السجن درس كريم العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة الدولية المفتوحة. كتب ونشر العديد من المقالات السياسية والثقافية. وأصدر كتابان الأول بعنوان )الواقع الآخر للأحزاب الاسرائيلية)، تحدث من خلاله عن جميع الأحزاب السياسية الاسرائيلية وفضح سياسية تلك الأحزاب. والكتاب الثاني فكان بعنوان (الصراع الأيديولوجي والتسوية)، كان يفترض أن يتم الإفراج عن كريم خلال الدفعة الرابعة وفق التفاهمات التي أبرمها الرئيس الفلسطيني مع الحكومة الإسرائيلية والتي تقضي بالإفراج عن كافة الأسرى القدامى المعتقلين قبل اتفاقيات أوسلو، ولكن حكومة الاحتلال تنصلت من الإفراج عن الدفعة الرابعة والتي كانت تتضمن 30 أسيرا منهم 14 أسيرا من الداخل الفلسطيني وهم الأقدم في السجون، و إن كان حسن العاصي وصفه بعميد السجناء والمعتقلين الفلسطينيين والعرب، فهو في نظرنا الأب الروحي للأسرى الفلسطينيين ، لأنه كان يمثل الأسرى و يدافع عن حقوقهم، وسوف يظل المثل الأهم في الصبر والصمود والتحدي لهم ولأي أسير في العالم.
ذات زيارة رآها تبكي حزناً ، قال لها: لماذا أنت حزينة يا أمي؟ فهناك 11 ألف سجين وأنا واحد منهم.. أليس هؤلاء السجناء شبابا ولهم أهل ولهم زوجات؟ وأنا واحد من هؤلاء الشباب.. فلا تبكي يا أمي”..، لا زال كريم الذي يبلغ من العمر الآن 62 عاماً، يقبع خلف قضبان سجن “هداريم” بعد عزله من سجن النقب يتطلع إلى السماء وإلى فجر الحرية مشحونا بالأمل والإرادة التي لم تكسرها السنوات القاسية ولا ممارسات القمع الوحشية، كريم يونس عمره الآن 62 سنة و لا يزال خلف القضبان بسجن “هداريم” بعد عزله من سجن النقب يتطلع إلى السماء وإلى فجر الحرية مشحونا بالأمل والإرادة التي لم تكسرها السنوات القاسية ولا ممارسات القمع الوحشية، و بالمقارنة مع سجن المناصل مانديلا الذي قضى 27 سنة في السر يعتبر كريم يوننس اقدم اسير في العالم، و بذلك سمّوه بمانديلا فلسطين، و كما قال حسن العاصي ، إسرائيل سرقت من الشعب الفلسطيني الأرض والوطن، سرقت الحياة، وسرقت أعمار عشرات الآلاف من الأسرى الفلسطينيين. لكنها فشلت في سرقة حريتهم، وعجزت عن مصادرة حلمهم في فلسطين حرة مستقلة ذات سيادة وبدولة ديمقراطية تتمتع بحقوق كاملة للشعب الفلسطيني.
قراءة علجية عيش بتصرف
ملاحظة/ القصة نشرت في موقع زاد دي زاد الجزائري
و الكاتب حسن العاصي كاتب فلسطيني مقيم في الدانمرك
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى