لماذا الإحتفال بالمناسبات الوطنية؟

إن إحياء المناسبات الوطنية فرصة لتوحيد المشاعر و تغذيتها بالوعي الجماعي و الروح الوطنية و هي مسؤولية تاريخية مشتركة لا تنفصم و كتلة متماسكة لا تتجزأ، لأن تاريخ الشعب الجزائري منذ العهد القديم حافل بالأمجاد و البطولات الوطنية و المعارك و المقاومات من أجل إثبات هويته و شخصيته و تراثه و حضارته، و قدموا أنفسهم فداء لهذا الوطن، أما عن القادة التاريخيين فقد جمعوا بين الحنكة السياسية و العسكرية في محاربة المستعمر، متحصنين بالجبال و المناطق الوعرة لاسيما في الولاية ألأولى و الثالثة، فكانت جبال الأوراس و جبال جرجرة حصنا لهم يحتمون به، معقل الثوار و مقبرة الغزاة، و الفضل يعود للمقاومة المسلحة بقيادة جيش التحرير الوطني الذي وسع من عملياته و تحسين خطته و توحيد نظامه العسكري ، كان العمل منسقا بين جيش و جبهة التحرير الوطني التي وحدت بين الأحزاب من أجل غاية واحدة هي الوقوف في وجه الاستعمار الفرنسي و تحرير الأرض ، لم تكن الثورة الجزائرية حركة ثورية فوضوية بل كانت ثورة منظمة، و لم يكن خطابها خطابا ديماغوجيا بل خطابا ثوريا، و لعل هذه الذكرى و كل الذكريات التاريخية لها مغزى خاص في قلوب الجزائريين، و الجزائر اليوم و هي تنعم بالإستقلال و السيادة الوطنية، و رغم تجاوز محنتها في العشرية السوداء ما تزال أمامها تحديات كبيرة لتحقيق الإستقرار السياسي و الإقتصادي، و أمامها مهام أخرى لمحاربة الإستعمار الجديد فكرة و ثقافة، و هي رسالة للنخب المثقفة و للطبقة السياسية أيضا بتحليل أبعاد الثورة و مغزاها حتى تتربى الأجيال على التقاليد الثورية.