الجزائر و العالم..صحيفة إلكترونية جامعة- علجية عيش كاتبة صحافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
نتائج البحث
بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية

المواضيع الأخيرة
المثقفون الفرنسيون و حركة 13 ماي 1958 الخميس 12 مايو 2022 - 12:24علجية عيش AICHE ALDJIA
في اليوم الوطني للصحافة المصادف لـ: 22 أكتوبر 2021الخميس 21 أكتوبر 2021 - 15:55علجية عيش AICHE ALDJIA
في لقاء تخصصي جمع بين مجلس قضاء قسنطينة و إدارة الجماركالخميس 25 مارس 2021 - 11:54علجية عيش AICHE ALDJIA
قسنطينة تحيي الذكرى 59 لعيد النصر 19 مارس 1962 /2021 الجمعة 19 مارس 2021 - 14:39علجية عيش AICHE ALDJIA
عيد المرأة و نظرية "المؤامرة"الثلاثاء 9 مارس 2021 - 7:20علجية عيش AICHE ALDJIA
في لقاء جمعهم بالمسؤول التنفيذي الأول على ولاية قسنطينةالأحد 28 فبراير 2021 - 9:59علجية عيش AICHE ALDJIA
نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930

اليومية

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم

اذهب الى الأسفل
علجية عيش AICHE ALDJIA
علجية عيش AICHE ALDJIA
كاتبة صحافية مدونة مناضلة
المساهمات : 240
تاريخ التسجيل : 03/06/2020
العمر : 59
الموقع : https://www.facebook.com/ib7ardz
https://algerie-histoire.yoo7.com

المجاهد العقيد محمد الصالح يحياوي.. رَجُلٌ بِوَزْنِ أُمَّة ظلمه رفاقه Empty المجاهد العقيد محمد الصالح يحياوي.. رَجُلٌ بِوَزْنِ أُمَّة ظلمه رفاقه

الأحد 7 يونيو 2020 - 13:53
(كتاب صدرت طبعته الأولى عن دار الأوطان للثقافة و الإبداع و النشر و الترجمة في 2017 )
تأليف علجية عيش
إن قارئ التاريخ كمن يقف أمام ممثلين بارعين يقفون على خشبة المسرح ، يقدمون عرضا حول أبٍ دكتاتوريّ، يزرع بعد وفاته دكتاتورا آخر من نفس العائلة، و يموت الثاني، و قبل وفاته يترك وصية بولاية طاغية جديد، هي مسرحية بلا أضواء حتى تكتمل اللعبة لكي تضع الإنسان أمام عالم بلا هوية، و ما يتبع ذلك من جهل و قهر و استبداد، هكذا تضيع البوصلة، و لذا فقراءة التاريخ و التعرف على صانعيه وحده كلمة السرّ لجمع شتات الأمّة التي مزقتها السياسة و الحروب، و لعل هذا الكتاب يُمَكِّنُ القارئ من إعطاء صورة عن شخصية تاريخية غابت عن الأنظار، و التصق اسمها بالظاهرة البومديينية


كتاب المجاهد العقيد محمد الصالح يحياوي رَجُلٌ بِوَزْنِ "أُمَّةٍ"ظلمَهُ رِفَاقهُ" ، يؤرخ لمسيرة قائد كان مرشحا ليكون خليفة للرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، و فجأة يحدث ما لا يمكن تصوره، إذ تنقلب الأمور و الموازين و يجد نفسه يُبْعَدُ بقرار عسكري، الكتاب يقع في حوالي 360 صفحة، قسم إلى عدة محاور أبرزت فيها حالة الجزائر أثناء حرب التحرير و كيف تبلور تفوق العسكري على السياسي، وضع الجزائر بُعَيْدَ الاستقلال ثم المرحلة التي عاشتها الجزائر بعد وفاة الرئيس هواري بومدين، و سعي النظام في أن يجعل من الجزائر وطنا يحكمه "المُتَغَرِّبُون" ينفذون فيه مخططات الاستعمار في التمكين للغة الفرنسية و الثقافة الفرنسية و حتى التقاليد الفرنسية، فتنسلخ الجزائر تدريجيا عن قيمها و ترتمي في أحضان الغرب و ماديته، و تغرس في الجيل الجديد بذور العنف و الإرهاب الفكري، تربيه على التبعية و التطبيع، هذه الأعمال المكشوفة شاهدة على حجم مؤامرة دبرت في الظلام، بإبعاد أصحاب الفكر و الثقافة، و النزهاء و المخلصين للوطن، و للثورة، و لحزب جبهة التحرير، فكثيرا من الشخصيات و القادة الذين كانوا يتميزون بـ: "الكاريزماتية" طواهم النسيان، و هم المتشبعين بقيم الوطنية التي أضحت جريمة في زمن الرداءة، و لهذا داء كتاب العقيدج محمد الصالح يحياوي كعينة لإبراز مواقف الرجل في العديد من القضايا، و جانب من شخصيته.
 فإبعاد المجاهد و المثقف محمد الصالح يحياوي ضابط في الولاية  التاريخية الأولى ( أوراس النمامشة) ، الذي شغل منصب الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني في عهد الرئيس هواري بومدين، يعد من بين الرجال الذين طالهم الإقصاء و التهميش، فذنب هذا الرجل هو أنه حمل لواء إكمال المسيرة بإخلاص، و مثل أمثاله الذين ساروا على النهج البومديني لا يتحمل تبعات النظام الاشتراكي الذي عاش ما يزيد عن ستة عشر (16) سنة من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية ومقاصد الرشد في الحكم و مواكبة العالم في نظمه السياسية، كما يكشف الكتاب الصراع بين الجبهة و الجيش في الولاية التاريخية الأولى  تحت عنوان: صراع الزعماء الأكفاء، أو أولوية السياسي على العسكري، ثم الحديث عن النزاع المسلح بين الجزائر و المغرب أو ما عرف بحرب "الرمال"، و العلاقة التي ربطت بن بلة بملك المغرب الحسن الثاني   و هو محور خاص جاء تحت عنوان : "رسائل أحمد بن بلة و ملك المغرب الحسن الثاني في مخبر التاريخ"، و مضمون الاتفاقية الجزائرية المغربية بشان الحدود مع التذكير بمؤتمرات حزب جبهة التحرير الوطني منذ مؤتمر الجزائر 64 و الانقلاب على الرئيس هواري بومدين إلى غاية المؤتمر الثامن الجامع، و شق خاص بالمؤسسة العسكرية و دورها في صناعة الرؤساء، تبعتها وقفة على الحرب الأهلية في الجزائر أيام الشاذلي بن جديد، هذا بالنسبة للشق السياسي و العسكري، أما الجانب الثقافي فقد ورد في الكتاب مراحل الصراع العربي الفرانكفوني في الجزائر و الدور الذي لعبته شخصية الكاتب في النهوض بالعروبة و الدفاع عن مكتسبات الثورة سياسة، و اقتصادا و ثقافة، دون إهمال جانب كبير من مهام جبهة التحرير الوطني في تطوير التربية و التعليم ، ز  تخلل الكتاب محور خاص لكتاب "المسيرة" ، أشرفت على إنجازه مجموعة من إطارات جبهة التحرير الوطني، كتب العقيد محمد الصالح يحياوي مقدمته و تقع في 25 صفحة،  و ضم الكتاب 10 ملاحق، و قاموس سياسي، خاتمة، و كلمة أخيرة في خلفية الكتاب.
و العقيد محمد الصالح يحياوي من أولئك الذين كانوا يوصفون بـ: الثوار الأوائل أو الرّعيل الأول من الثوار، هو من مواليد 1937 بعين الخضرة بريكة ولاية المسيلة جنوب شرق الجزائر، ينحدر من عائلة محافظة، ذات علم و نبل ، تلقى تعليمه بالمدرسة الملتزمة ابن باديس تكوينا عربيا إسلاميا، فأبوه كان إماما و منه أخذ محمد الصالح يحياوي الثقافة الدينية، و كان منذ صغره يتمتع بذكاء حاد و ذاكرة قوية، و لما اشتد عوده التحق بالثورة في جبال الأوراس في 03 مارس 1956، مفضلا ذلك عن الاستفادة من بعثة تعليمية إلى المشرق، شارك في تأطير ناحية عين التوتة التي كان يقودها آنذاك محمد الشريف بن عكشة، و التي كان فيها ضباط معروفون أمثال السعيد عوفي و محمد الصالح بن عباس، تعرف عليه السعيد بن عبد الله عندما جاء هذا الأخير من المنطقة الأولى ( كان يقودها الضابط  الحاج لخضر) مارا بمركز قيادة المنطقة الثانية، حيث تحادث مع الضابط الثاني علي النمر في نهاية 1957، تحدى محمد الصالح يحياوي الموت مرات عديدة، حيث أصيب خلال عشر مواجهات مع العدو بما لا يقل عن ( 18) إصابة، كما أصيب محمد الصالح يحياوي في 18 جانفي 1962 في معركة وقعت بالواد الأحمر ضواحي أريس، بينما كان قائدا للمنطقة الثانية، فتهشمت ساقه اليسرى، و تمكن رفاقه إبراهيم غوقالي و إسماعيل محفوظ من إبعاده عن أرض المعركة و معالجته، و نظرا لتدهور حالته الصحية غاب محمد الصالح يحياوي عن اجتماع 06 ماي 1962، حيث تم نقله إلى مستشفى خنشلة، بالنسبة للأوراس اختار بعض الضباط بعد الاستقلال البقاء في الخدمة العسكرية العاملة مثل الطاهر الزبيري، محمد الصالح يحياوي، عمار ملاح، رابح جميل و غيرهم، و كان للبعض أن التقوا على ضفة قناة السويس في مواجهة الجيوش الإسرائيلية.
المجاهد العقيد محمد الصالح يحياوي.. رَجُلٌ بِوَزْنِ أُمَّة ظلمه رفاقه ~1501505633_L
عُيِّنَ محمد الصالح يحياوي عضوا في قيادة الأركان و مجلس الثورة ، ارتقى الى رتبة رائد في الجيش الوطني الشعبي أثناء انعقاد مؤتمر الحزب في 16 أفريل 1964 ، شغل عدة مناصب في الجناح العسكري فكان عضوا بالولاية التاريخية الأولى الأوراس، تولى قيادة الناحية العسكرية الثالثة في الفترة ما بين 1964-1969 ، و بين هاتين الفترتين كان مسؤولا للمنظمات الجماهيرية بالحزب، و عضوا في اللجنة المركزية بعد مؤتمر 1964، لكنه فضل العودة إلى للجيش بعد خلافات مع الرئيس الأسبق أحمد بن بلة، كان حينها مساعدا لقائد أكاديمية شرشال لمختلف الأسلحة، ثم عين قائدا للناحية العسكرية الثالثة ببشار، ليعود بعدها سنة 1969 قائدا للأكاديمية العسكرية، إلى حين تم تعيينه سنة 1977 مسؤولا تنفيذيا للجهاز التنفيذي للحزب استعدادا للمؤتمر الرابع، و كان بعد المؤتمر الرابع عضوا في المكتب السياسي و منسقا للحزب، و يكلف بمهمة إعادة هيكلة الحزب و تنظيمه و تنشيط المنظمات الجماهيرية، حيث أصبح المرشح الأوفر حظا لخلافة الرئيس الراحل هواري بومدين، بعد وفاته ، غير أن قاصدي مرباح حاول اختراق الحزب من خلال محاولته فرض أعوان له في الحزب، و بصفته مدير الأمن العسكري ، فصل قاصدي مرباح في أمر استخلاف الرئيس هواري بومدين لصالح قائد الناحية العسكرية الثانية العقيد الشاذلي بن جديد، كان ذلك في اجتماع برج البحري ، و في ماي 1980  يقرر أعضاء اللجنة المركزية للحزب سحب الثقة من منسق الحزب محمد الصالح يحياوي كخطوة أولى نحو القضاء على الرموز البومدينية و إبعاده نهائيا من الحزب و الدولة، ليعود الى عضوية اللجنة المركزية عام 1998 ثم يقرر الابتعاد نهائيا عن الحياة السياسية و يرفض منصب سيناتور قي مجلس الأمة ضمن الثلث الرئاسي، كانت من تبعات أحداث أكتوبر أن تجد هذه العناصر نفسها على الهامش، و رغم ذلك ظلت ملتزمة بمواقفها و نهجها في عهد عبد الحميد مهري، لكن بعد مجيئ بوعلام بن حمودة إلى قيادة الحزب عاد مساعدية و ظل محمد الصالح يحياوي يراقب الأحداث من بعيد.
تشير الكتابات أن قدوم محمد الصالح يحياوي إلى الحزب كان بنية صافية و عزيمة قوية، كما جاء بفكر نيّرٍ و نزيه، و ما يزال من الشخصيات العسكرية الذين عملوا مع بومدين و تم إبعادهم عن السلطة ، و من خلال العديد من الشهادات يعد العقيد محمد الصالح يحياوي، من الرجال المخلصين للجزائر و للجيش و للجبهة، و من الرعيل الأول لضباط جيش التحرير الوطني الذين ما بدلوا تبديلا، هي طبعا سلسلة من الأحداث التاريخية حدثت في فترة معينة، و مرتبطة بعضها بعض ، و كل حدثٍ هو مقدمة لحدثٍ جديد، و الحقيقة من الصعوبة بمكان تلخيص مسار مجاهد، و قائد عسكري حياته حافلة بالنضال و الكفاح و الفكر و الثقافة في صفحات قليلة جدا، مسارٌ، تخللتهُ أحداث فاصلة، تميزت بالانقلابات و الصراعات من أجل السلطة، فضّل البعض الصمت و الانزواء بعيدًا، حتى لا يتورطون في أعمال يمكن أن نقول أنها إجرامية، و لا يشوهون صورة الجزائر و الشهداء أمام الرأي العام، حتى لا يقال أن إخوة الأمس أصبحوا اليوم أعداءً يتقاتلون،
هذا هو المجاهد محمد الصالح يحياوي الذي يعتبر من بين خيرة أبناء الجزائر، عمل و ناضل بعيدا عن الأضواء، و خدم الجزائر بتفاني و إخلاص ، بالإضافة إلى ترأسه الأمانة الوطنية لحزب جبهة التحرير الوطني، لم يشأ أن يدخل مسرحًا سياسيا مُلَوَّثا و مُزَيَّنًا بالأكاذيب و الخدع و الإطاحة بالآخر و الانقلاب عليه، من أجل أن يسطع اسمه هو في صفحات الجرائد أو كراسي المسؤولية، هكذا هم رجال الظلّ، فقد جعل الرجل مصلحة البلاد فوق كل اعتبار، بحيث لم يتورط في الأزمة التي عرفتها البلاد و ما وقع من اغتيالات سياسية طالت شخصيات بارزة في الساحة السياسية، و أبرزها قاصدي مرباح، الذي جاء بالشاذلي بن جديد إلى الحكم، ثم كريم بلقاسم و محمد بوضياف، كما طالت شخصيات دينية أخرى و منهم عبد القادر حشاني و القائمة طويلة سجلتها العشرية السوداء.
تأليف علجية عيش
[/justify]
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى