مع مالك بن نبي من أجل التغيير..
الخميس 30 يوليو 2020 - 15:09
من هم رأس مال الجزائر؟
يشيد مالك بن نبي بالنموذج الألماني في بناء اقتصاده و ثقافته، إذ يقول: ليس العالِم و لا التقني وحده الذي بنى ألمانيا و أقام اقتصادها و طوّر ثقافتها و لم تكن المانيا تملك سنة 1945 الآلات و لا الماركات و لا الدولارات و لا حتى السيادة القومية، لم تكن تملك سوى رأسمال واحد لا يمكن تدميره، و رأسمال ألمانيا كما يقول مالك بن نبي هي “الروح الألمانية”، روح الراعي و الفلاح و العامل و الحمّال و الموظف و الصيدلي و الطبيب و الفنان و الأستاذ، و بكلمة واحدة، إن الثقافة الألمانية و دون التباس و دون تضييق اجتماعي أو فكري لمعناها، هي التي أعادت بناء بلد غوتة و بسمارك، هناك معجزة ألمانبة و هذه المعجزة ستتكرر طالما بقيت هناك ثقافة ألمانية، و حدود المعجزة هي حدود ثقافية لا يمكن للمعجزة أن توجد خارجها، كذلك بالنسبة للفيتنام فهي لم تجابه الإمبريالية بالعام وحده، و إنما بإدراك يجسده زارع الأرز كما يجسده صاحب أعلى رتبة، أو المفكر الأشدّ اطلاعا.
و لعل هي رسالة أراد مالك بن نبي أن يوصلها لنا و بالخصوص للنخبة أو المسؤولين بأن لا يحتقروا العامل البسيط الذي لا يملك ثقافة و لا أفكارا، بل لأنه منتج و يملك روحا وطنية صادقة، و لنتصور مثلا لو لم يوجد عون النظافة و رافع القمامة ( الزبّال) ليرفع أوساخنا، ماذا يحدث لبيئتنا، لولاه لأصيبت البشرية بأمراض معدية و لحصلت كارثة إيكولوجية، و لنتصور لو لم يوجد مسير المراحيض العمومية، ماذا سيحدث؟ و الأمثلة كثيرة و متعددة، فكلّ واحد في مكانه الخاص، و العمل النظيف شرفٌ، و صاحبه يستحق وسام الشرف، لأنه ليس لصا و لا ينتمي إلى العصابات . فالبلاد يبنيها الفلاح و راعي الغنم و رافع القمامة ( الزبّال)، ثم ياتي الطبيب و المعلم و المهندس ، و هم رأس مال الجزائر، يقول مالك بن نبي و هو يطرح مشكلة الحضارة في كتابه: “من أجل التغيير”، إن الشعب الجزائري لم يستطع أن ينتزع استقلاله بالمعرفة التي تتمتع بها النخبة، بل بالإدراك الذي وجد على المستوى الشعبي في وجه الإستعمار.
و يضيف مالك بن نبي بالقول هناك مشكلة تطرحها النخبة، خاصة إذا أخذ بعين الاعتبار تلك النخبة التي استقلت في الخارج، حتى في سيناء لم يحصل فشل عسكري، بل حصل فشل ثقافي، فللثقافة نتاجاتها كما للصنماعة نتاجاتها، و النتاج هو تمثيل لمن ينتجه حتى لو تعلق الأمر بالانتاجات الثانوية، مخطئ من يظن أن الإستعمار عندما يرحل يترك وراءه المكان نقيا سليما و يدون عيون، و لكنه على الدوام يترك الطابور الخامس، طابور خدّامه القدامى، أو كما قال الرئيس بومدين طابور بقايا الحركيين، و هنا تعاد مأساة البلاد التي غادرها الاستعمار ظاهريا، يترتب على هذه النخبة أن تقوم بدورها في بناء المجتمع الجزائيري الجديد، و إن عالم الأفكار لدينا يجب أن تبنيه تلك النخبة و تلك هي مهمتها الأساسية، و أن تحرر الأذهان من بعض البلبلة التي فيها، فالعالم ليس مجرد تكوين للأشياء و للأفكار، لأن الحضارة ليس كومة من الأشياء و الأفكار و لكنها نبلء يعكس عبقرية البلد و شخصيته، لابد من نفس ثوري جديد لكي يذيب هذا الجليد.
علجية عيش
و لعل هي رسالة أراد مالك بن نبي أن يوصلها لنا و بالخصوص للنخبة أو المسؤولين بأن لا يحتقروا العامل البسيط الذي لا يملك ثقافة و لا أفكارا، بل لأنه منتج و يملك روحا وطنية صادقة، و لنتصور مثلا لو لم يوجد عون النظافة و رافع القمامة ( الزبّال) ليرفع أوساخنا، ماذا يحدث لبيئتنا، لولاه لأصيبت البشرية بأمراض معدية و لحصلت كارثة إيكولوجية، و لنتصور لو لم يوجد مسير المراحيض العمومية، ماذا سيحدث؟ و الأمثلة كثيرة و متعددة، فكلّ واحد في مكانه الخاص، و العمل النظيف شرفٌ، و صاحبه يستحق وسام الشرف، لأنه ليس لصا و لا ينتمي إلى العصابات . فالبلاد يبنيها الفلاح و راعي الغنم و رافع القمامة ( الزبّال)، ثم ياتي الطبيب و المعلم و المهندس ، و هم رأس مال الجزائر، يقول مالك بن نبي و هو يطرح مشكلة الحضارة في كتابه: “من أجل التغيير”، إن الشعب الجزائري لم يستطع أن ينتزع استقلاله بالمعرفة التي تتمتع بها النخبة، بل بالإدراك الذي وجد على المستوى الشعبي في وجه الإستعمار.
و يضيف مالك بن نبي بالقول هناك مشكلة تطرحها النخبة، خاصة إذا أخذ بعين الاعتبار تلك النخبة التي استقلت في الخارج، حتى في سيناء لم يحصل فشل عسكري، بل حصل فشل ثقافي، فللثقافة نتاجاتها كما للصنماعة نتاجاتها، و النتاج هو تمثيل لمن ينتجه حتى لو تعلق الأمر بالانتاجات الثانوية، مخطئ من يظن أن الإستعمار عندما يرحل يترك وراءه المكان نقيا سليما و يدون عيون، و لكنه على الدوام يترك الطابور الخامس، طابور خدّامه القدامى، أو كما قال الرئيس بومدين طابور بقايا الحركيين، و هنا تعاد مأساة البلاد التي غادرها الاستعمار ظاهريا، يترتب على هذه النخبة أن تقوم بدورها في بناء المجتمع الجزائيري الجديد، و إن عالم الأفكار لدينا يجب أن تبنيه تلك النخبة و تلك هي مهمتها الأساسية، و أن تحرر الأذهان من بعض البلبلة التي فيها، فالعالم ليس مجرد تكوين للأشياء و للأفكار، لأن الحضارة ليس كومة من الأشياء و الأفكار و لكنها نبلء يعكس عبقرية البلد و شخصيته، لابد من نفس ثوري جديد لكي يذيب هذا الجليد.
علجية عيش
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى