27112020
"الدعاية" أداة سياسية تحدد مصير الإنسان
"يمضي الرجال و يبقى الأثر"، عبارة اعتدنا قراءتها أو سماعها في الخطب عندما تفقد الساحة الوطنية شخصية تاريخية أو سياسية أو مفكر، و هذه العبارة لها دلالة كبيرة في نفوس السامعين لأنها تعبر عن الخسارة التي قد تلحق بمجتمع ما بمجرد وفاة تلك الشخصية ، و تقصد هنا الخسارة المعنوية لا المادية، إذا كان المتوفي صاحب فكر و مواقف، و كان يتمتع بشخصية كاريزماتية، و يملك وعيًا في إدارة شؤون العامة لا يمكن الإستغناء عنه أو تعويضه و كثير من الأنظمة في العالم التي فقدت زعيم من زعمائها، لا تزال تتذكر مناقبهم و ما قدموه للبشرية من أعمال خلدت أسماءهم و ظلت الأجيال ترددها، و لكل زعيم استراتيجيته في النظر إلى القضايا و سيطرته على الأوضاع دون سقوط أخلاقي.
لا زلنا إلى اليوم نتذكر رجل السلام غاندي، و الثائر تشيغيفارا، و زعماء آخرين صنعوا الحدث السياسي و التاريخي في كل بقاع العالم، جون كنيدي، جمال عبد الناصر زعيم الناصرية ، أنور السادات، الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، معمر القذافي، محمد الخامس، الحسن الثاني ، الحبيب بورقيبة، هواري بومدين، أحمد بن بلة، محمد بوضياف، عباسي مدني، عبد القادر حشاني، حتى من النساء ( أنديرا غاندي، بنظير بوتو)، و أسماء أخرى لا يسع ذكرها هنا ، معظم هذه الأسماء اغتيلت بمختلف الوسائل بسبب مواقفها ، و أخرى أُعْدِمَتْ بسبب مواقفها أيضا، لكن ظل أثرها يذكر من جيل إلى جيل و تداولته الأقلام بالشرح و التحليل تارة و بين النقد و التأويل تارة أخرى.
منذ شهر تقريبا غادر الساحة الوطنية مجاهد يمثل أحد زعماء المعارضة في الجزائر و هو المجاهد لخضر بورقعة، و منذ يومين فقط غادر المجاهد السعيد بوحجة المحسوب على الحزب الموالي للسلطة ( حزب جبهة التحرير الوطني) و كلا الرجلين يختلفان في الرؤية و الإستراتيجية، ليس الحديث هنا عن مفهوم الموت طبيعيا كان أو عن طريق الإغتيال أو القتل ، و ليس الحديث هنا عن مفهوم احترام الكائن الحي البشري عند إعدامه و سلبه حريته ، أو البحث عن الإطار الأخلاقي و العقلاني الذي دفع بصانعي القرار التخلص من خصومهم أو تسليط عليهم العقاب، المسألة هنا مناقشة مفهوم أوسع من الصيغ الجاهزة للسلوك والتفكير البشري، فالذين يرحلون عادة ما يتركون أثرا ، لكن هذا الأثر قد يكون إيجابيا أو سلبيا، قد نقبله أو نرفضه، قد نتأثر به فنقتدي به فنجعله نبراسا في حياتنا، و قد نكفر به فنلعنه، هذا طبعا متوقف على شخصية القائد أو الزعيم و ما قدمه من أعمال خيِّرَة أو أعمال شرّيرة؟، يظل بعضهم أحياء في القلوب، في حين يصبح بعضهم نسيا منسيا.
ليس بوسع أيّ كان الحُكْمُ على أولئك أو هؤلاء، لأنه لو نظرنا إلى الأمور من زاوية أخرى نجد أنه كثيرا ما يكون لـ: "الدعاية" دور في تبييض وجوه و تسويد وجوه ، باعتبارها أداة و وسيلة سياسية، و لا يمكن كما يقال تصوّر الوسيلة مستقلة عن الغاية، فالتخطيط السياسي هو الأساس و الغاية، و إذا أراد النظام التخلص من زعيم أو قائد أو مسؤول يراه خطر عليه فهو يرسم طريقة للتخلص منه عن طريق الإغتيال، بهدف إقامة نظام جديد ، حيث يصور الخصم للرأي العام بأنه مصدر الخطر الذي يهدد أمنه و راحته، و أنه لا يعكس إلى الخراب و الدمار ، فيلصق به مثلا تهمة الإرهابي، هي الحرب التي عرفتها البشرية منذ ظهورها، و عاشتها كل الديانات، حتى في الإسلام (مقتل الحسين) تركت أثرها جيلا بعد جيل و لا تزال الأجيال تترقب آثارها إلى اليوم تارة بالقبول و الرضى و تارة بالرفض و اللعنة.
علجية عيش
لا زلنا إلى اليوم نتذكر رجل السلام غاندي، و الثائر تشيغيفارا، و زعماء آخرين صنعوا الحدث السياسي و التاريخي في كل بقاع العالم، جون كنيدي، جمال عبد الناصر زعيم الناصرية ، أنور السادات، الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، معمر القذافي، محمد الخامس، الحسن الثاني ، الحبيب بورقيبة، هواري بومدين، أحمد بن بلة، محمد بوضياف، عباسي مدني، عبد القادر حشاني، حتى من النساء ( أنديرا غاندي، بنظير بوتو)، و أسماء أخرى لا يسع ذكرها هنا ، معظم هذه الأسماء اغتيلت بمختلف الوسائل بسبب مواقفها ، و أخرى أُعْدِمَتْ بسبب مواقفها أيضا، لكن ظل أثرها يذكر من جيل إلى جيل و تداولته الأقلام بالشرح و التحليل تارة و بين النقد و التأويل تارة أخرى.
منذ شهر تقريبا غادر الساحة الوطنية مجاهد يمثل أحد زعماء المعارضة في الجزائر و هو المجاهد لخضر بورقعة، و منذ يومين فقط غادر المجاهد السعيد بوحجة المحسوب على الحزب الموالي للسلطة ( حزب جبهة التحرير الوطني) و كلا الرجلين يختلفان في الرؤية و الإستراتيجية، ليس الحديث هنا عن مفهوم الموت طبيعيا كان أو عن طريق الإغتيال أو القتل ، و ليس الحديث هنا عن مفهوم احترام الكائن الحي البشري عند إعدامه و سلبه حريته ، أو البحث عن الإطار الأخلاقي و العقلاني الذي دفع بصانعي القرار التخلص من خصومهم أو تسليط عليهم العقاب، المسألة هنا مناقشة مفهوم أوسع من الصيغ الجاهزة للسلوك والتفكير البشري، فالذين يرحلون عادة ما يتركون أثرا ، لكن هذا الأثر قد يكون إيجابيا أو سلبيا، قد نقبله أو نرفضه، قد نتأثر به فنقتدي به فنجعله نبراسا في حياتنا، و قد نكفر به فنلعنه، هذا طبعا متوقف على شخصية القائد أو الزعيم و ما قدمه من أعمال خيِّرَة أو أعمال شرّيرة؟، يظل بعضهم أحياء في القلوب، في حين يصبح بعضهم نسيا منسيا.
ليس بوسع أيّ كان الحُكْمُ على أولئك أو هؤلاء، لأنه لو نظرنا إلى الأمور من زاوية أخرى نجد أنه كثيرا ما يكون لـ: "الدعاية" دور في تبييض وجوه و تسويد وجوه ، باعتبارها أداة و وسيلة سياسية، و لا يمكن كما يقال تصوّر الوسيلة مستقلة عن الغاية، فالتخطيط السياسي هو الأساس و الغاية، و إذا أراد النظام التخلص من زعيم أو قائد أو مسؤول يراه خطر عليه فهو يرسم طريقة للتخلص منه عن طريق الإغتيال، بهدف إقامة نظام جديد ، حيث يصور الخصم للرأي العام بأنه مصدر الخطر الذي يهدد أمنه و راحته، و أنه لا يعكس إلى الخراب و الدمار ، فيلصق به مثلا تهمة الإرهابي، هي الحرب التي عرفتها البشرية منذ ظهورها، و عاشتها كل الديانات، حتى في الإسلام (مقتل الحسين) تركت أثرها جيلا بعد جيل و لا تزال الأجيال تترقب آثارها إلى اليوم تارة بالقبول و الرضى و تارة بالرفض و اللعنة.
علجية عيش
تعاليق
لا يوجد حالياً أي تعليق
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى