هكذا استخدمت الإيديولوجية المرأة في عمليات التجسّس
السبت 1 أغسطس 2020 - 0:33
الجاسوسية و فن الجوسسة
http://aswat-elchamal.com/ar/?p=98&a=58382
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=596461
http://www.almothaqaf.com/a/b1d/927042
إن عمل الجاسوس هو البحث عن المعلومات السرية دون أن يحس به أحد مثله مثل اللص الذي يتسلل إلى مكان ما ليسرق شيئا معينا و لأنه معرض للخطر المستمر من أجهزة مكافحة التجسس فهو في أثناء ذلك يفكر في أمنه و سلامته و وسيلة فراره، كما يكون قادرا على السيطرة على أعصابه، و لهذا تتصف أعمال الجاسوسية بالتعقد، و الجاسوس أمامه عدو ضخم يتمثل في قوى مقاومة الجاسوسية بجميع أجهزتها و كثرتها و تخصصها، عليه تضليله و عدم السقوط في مخالبه، و هذه مهمة لا يستطيع تأديتها إلا من يسمونه بـ: الجاسوس النموذجي
------------------------------
------------------------------
كل دولة من الدول تقوم بأعمال سرية مستترة سواء كانت في وقت السلم أو الحرب، و ذلك لضمان أمنها القومي، هذه الخدمة السرية ليست إلا معركة دهاء لها مراحلها الهجومية و الوقائية و هي عبارة عن حرب خفية لها أساليبها و قواعدها، مما جعل هذه الكلمة تدخل في قاموس المصطلحات السياسية، حيث نجد أسماء جديدة مثل الحرب النفسية، و حملات السلام و حرب العصابات و الحرب الأهلية و غيرها، فكل دولة لها الحق في أسرارها الخاصة و هي في نفس الوقت ملتزمة بالمحافظة عليها، كما لها الحق في أن تكشف أسرار الدول الأخرى، هذه الجملة قالها الجاسوس فرانزفون رنيلين و هو من أنجح الجواسيس الألمان في الحرب العالمية الأولى، فالجاسوسية تهدف إلى التفتيش السري على مجهودات الدول الأجنبية للتحقق من قوتها و حركاتها، ثم إبلاغ مثل هذه المعلومات إلى السلطات المختصة بواسطة طرق خفية، و هي تعدُّ واجبا مستقلا، فالجاسوسية قديمة قدم التاريخ عرفها الإنسان، و يعتبر الفراعنة أقدم من استخدم العمليات السرية، و كان طبيبا مصريا قد أرسل من طرف القائد المصري القديم سنوحي إلى بابل، و زوده بمقدار من الذهب ليباشر عمله كطبيب و يكتشف عن كثب خفايا شؤونها، في ذلك الوقت كانت سوريا جزءا من امبراطورية مصر، و كانت بابل و بلاد الحيثيين من أقوى الدول التي تهدد أمن مصر، و كذا بالنسبة لحنابعل القرطاجي، فقد استخدم هذا الأخير في حملة صقلية عميلا له فأرسله إلى صقلية متخفيا في ثياب جندي من أهل صقلية له تاريخ طويل في القتال و ذلك للاستيلاء على صقلية، و بذلك ازدادت أهمية الجاسوسية و أخذت أساليبها تتطور، و هذا العمل يحتاج إلى قوة بدنية و ذكاء خارق للعادة، كما يتطلب نفقات باهظة.
يثبت المؤرخ المعاصر أرنولد توينبي أن تسعة عشر ( 19) حضارة تقوضت من الداخل بواسطة شبكات التجسس و المخربين، فقد كانت هذه الأعمال وراء انهيار الإمبراطورية اليونانية و الإمبراطورية الرومانية، و لعل الملك رمسيس الأول فرعون مصر أول من نظم شبكة جاسوسية، أما الإسكندر المقدوني فأول من استعمل البريد كوسيلة للتجسس، و عن المهلب أنه كان يوصي أولاده فيقول: "عليكم بالمكيدة في الحرب فإنها أبلغ من النجدة"، هكذا عرف العرب التجسس في الإسلام كشرط لتحقيق النصر على الأعداء، و سمّى العرب الجواسيس "عُيُونًا"، و كان من أشهر جواسيسهم نعيم بن مسعود الأشجعي الذي لعب دورا مهما في غزوة بدر و الخندق، كما اخترق العرب الكتابة بالحبر السرّي من سائل البصل، كما استخدموا عصير الليمون كحبر سري، و في هذا سَبْقٌ كبيرٌ في فن و علم التجسس، يقول الإمام الطبري عن الخليفة المنصور المؤسس الفعلي للدولة العباسية، أن المنصور كان يقول: الله توجني أن يكون على بابي أربعة أنفار: قاض لا تأخذه في الله لومة لائم، و صاحب شرطة ينصف الضعيف من القوي، و صاحب خراج يستقصي و لا يظلم الرعية، و الرابع.. ثمّ عضّ على سبابتيه ثلاث مرات، يقول في كل مرة آه..آه..آه، فقيل له و من الرابع يا أمير المؤمنين؟ فقال : صاحب بريد يكتب إلي بخبر هؤلاء من الصحة.
أما الانطلاقة الحديثة للتجسس كانت من الغرب، و كانت على يد الكاردينال ريشيلو الذي جعل من الاستخبارات ركنا من أركان الدولة و قد سمّاها بـ: "الجاسوسية الدبلوماسية"، كما أبدى نابليون اهتماما خاصا بالجاسوسية و هو القائل: " إن جاسوسا واحدا في المركز الملائم هو أفضل و أقوى فعالية من عشرين ألف جندي في ميدان المعركة"، أما الإنجليز فقد أطلقوا على الجاسوسية اسم الخدمة الذكية intelligence service ، وسمّاها الفرنسيون اسم المكتب الثاني bureau2، و انطلق الأمريكان في وكالة الاستخبارات المركزية ( c.i.a ) التي أصبحت أقوى و أخطر مؤسسة في العالم و كذلك السوفيات الذين سموا مصلحة استخباراتهم بـ: ( k.g.b ) دون إغفال جهاز الاستخبارات الصهيوني ( الموساد)، و ليس اليابانيون حديثي عهد بالجاسوسية، فلما قررت اليابان إعداد منظمة كاملة للجاسوسية، أنشأت معاهد لتدريب الجواسيس في أرض اليابان، و في أرض الصين و في كوريا، و ظهرت هذه المنظمات على أنها معاهد للثقافة الرياضية و معاهد للمصارعة اليابانية و ما شابه ذلك من المنشآت، و الجاسوس كما تقول الدراسات نوعان: الأول هو الجاسوس الذي يتجسس لصالح بلده و هو "الجنديٌّ المجهول" الذي ترفعه أمته إلى مصاف العظماء، و قصة رأفت الهجان خير مثال، و الثاني هو الجاسوس الذي يتجسس لصالح دولة أخرى أي الذي يسرب أخبار بلده لدولة أخرى ، و هو الخائن و يسمى بـ: "العميل"، و هذا النوع من الجواسيس هو علامة من علامات الانحطاط التي يجب التصدي لها في كل الجوانب الاقتصادية، السياسية و الثقافية، فكثير من المسؤولين لا يعيرون اهتماما للصفقات و الاتفاقيات التي يبرمونها مع دول أجنبية تحت أسماء عديدة، مثل الاعتماد على خبراء أجانب لإنجاز مشاريع ضخمة قد تدوم سنوات، أو اتفاقات "التوأمة" باسم التبادل الثقافي، و إيفاد وفود أجنبية بحجة تعلم اللغات الأجنبية و غيرها من الأمثلة، و في حالة ما إذا كان الجاسوس في مهمة خارج بلده، فمن الضروري أن يكون له مساعدين، يستند عليهم في عمله، فهناك مثلا عميل اتصالات و هو ما يطلق عليه الفرنسيون اصطلاح agent de liaison، كما أن هناك عملاء واجبهم استضافة الجاسوس، و يعدون لهم عناوين إقامة أو يبقى عندهم بعض الوقت لتمويه تحركاته و سترها و ليواجه كل المواقف الحرجة التي يمكن أن تواجهه.
و الجاسوس أمامه عدو ضخم يتمثل في قوى مقاومة الجاسوسية بجميع أجهزتها و كثرتها و تخصصها، و هنا يمكن الحديث عن "الجاسوس النموذجي"، و لتسهيل المهام فقد استطاعت الإيديولوجية أن تلعب دورا كبيرا في استخدام "النساء" في عمليات التجسس، عملا بالمقولة التالية: "مخدع الرجل مقر أسراره"، حسب المحللين، فقد رأى مسؤولي الاستخبارات أن أفضل مكان لاستخراج أسرار الرجل هو مخدعه عندما يكون بين أحضان امرأة، و الواقع أن هذه العبارة صحيحة إلى حد ما، لأن الرجال تحت التأثير المباشر للعلاقات الجنسية يفقدون القدرة على الواقعية و الحكمة، حيث تطغى هنا قوة عاطفية توحي بالثقة بالمرأة، و هي ثقة ليست في محلها، إذ أثبتت حوادث التاريخ أنها اصطناعية، و قد تحدث التاريخ عن نساء كنّ في مستوى الجاسوس النموذجي، نساء من نوع خاص مارسن عمل الجاسوس عن طريق العلاقات الجنسية مع كبار المسؤولين و حتى الحكام ، بحيث لم يعد السؤال أيّ نوع من الرجال تتطلبه أعمال الجاسوسية، بل نوعية النساء أيضا، لأنه ثبت أن النساء أكثر مهارة في عمليات التجسس، تشير بعض الدراسات أن الجاسوس لا يعرف هويته و قد يموت و هو مجهول الهوية، و تعمل بعض الأحزاب السياسية و الجمعيات الشبانية و الطلابية و كذلك المؤسسات، و الشركات الصناعية و على رأسها شركات النفط ضمن شبكات التجسس، و هي متعددة الجنسيات، و قد تحمل جنسيات وهمية، و لها فروع في كل بلد بقبعات اقتصادية و ثقافية.
علجية عيش/ للمقال مراجع
ةيثبت المؤرخ المعاصر أرنولد توينبي أن تسعة عشر ( 19) حضارة تقوضت من الداخل بواسطة شبكات التجسس و المخربين، فقد كانت هذه الأعمال وراء انهيار الإمبراطورية اليونانية و الإمبراطورية الرومانية، و لعل الملك رمسيس الأول فرعون مصر أول من نظم شبكة جاسوسية، أما الإسكندر المقدوني فأول من استعمل البريد كوسيلة للتجسس، و عن المهلب أنه كان يوصي أولاده فيقول: "عليكم بالمكيدة في الحرب فإنها أبلغ من النجدة"، هكذا عرف العرب التجسس في الإسلام كشرط لتحقيق النصر على الأعداء، و سمّى العرب الجواسيس "عُيُونًا"، و كان من أشهر جواسيسهم نعيم بن مسعود الأشجعي الذي لعب دورا مهما في غزوة بدر و الخندق، كما اخترق العرب الكتابة بالحبر السرّي من سائل البصل، كما استخدموا عصير الليمون كحبر سري، و في هذا سَبْقٌ كبيرٌ في فن و علم التجسس، يقول الإمام الطبري عن الخليفة المنصور المؤسس الفعلي للدولة العباسية، أن المنصور كان يقول: الله توجني أن يكون على بابي أربعة أنفار: قاض لا تأخذه في الله لومة لائم، و صاحب شرطة ينصف الضعيف من القوي، و صاحب خراج يستقصي و لا يظلم الرعية، و الرابع.. ثمّ عضّ على سبابتيه ثلاث مرات، يقول في كل مرة آه..آه..آه، فقيل له و من الرابع يا أمير المؤمنين؟ فقال : صاحب بريد يكتب إلي بخبر هؤلاء من الصحة.
أما الانطلاقة الحديثة للتجسس كانت من الغرب، و كانت على يد الكاردينال ريشيلو الذي جعل من الاستخبارات ركنا من أركان الدولة و قد سمّاها بـ: "الجاسوسية الدبلوماسية"، كما أبدى نابليون اهتماما خاصا بالجاسوسية و هو القائل: " إن جاسوسا واحدا في المركز الملائم هو أفضل و أقوى فعالية من عشرين ألف جندي في ميدان المعركة"، أما الإنجليز فقد أطلقوا على الجاسوسية اسم الخدمة الذكية intelligence service ، وسمّاها الفرنسيون اسم المكتب الثاني bureau2، و انطلق الأمريكان في وكالة الاستخبارات المركزية ( c.i.a ) التي أصبحت أقوى و أخطر مؤسسة في العالم و كذلك السوفيات الذين سموا مصلحة استخباراتهم بـ: ( k.g.b ) دون إغفال جهاز الاستخبارات الصهيوني ( الموساد)، و ليس اليابانيون حديثي عهد بالجاسوسية، فلما قررت اليابان إعداد منظمة كاملة للجاسوسية، أنشأت معاهد لتدريب الجواسيس في أرض اليابان، و في أرض الصين و في كوريا، و ظهرت هذه المنظمات على أنها معاهد للثقافة الرياضية و معاهد للمصارعة اليابانية و ما شابه ذلك من المنشآت، و الجاسوس كما تقول الدراسات نوعان: الأول هو الجاسوس الذي يتجسس لصالح بلده و هو "الجنديٌّ المجهول" الذي ترفعه أمته إلى مصاف العظماء، و قصة رأفت الهجان خير مثال، و الثاني هو الجاسوس الذي يتجسس لصالح دولة أخرى أي الذي يسرب أخبار بلده لدولة أخرى ، و هو الخائن و يسمى بـ: "العميل"، و هذا النوع من الجواسيس هو علامة من علامات الانحطاط التي يجب التصدي لها في كل الجوانب الاقتصادية، السياسية و الثقافية، فكثير من المسؤولين لا يعيرون اهتماما للصفقات و الاتفاقيات التي يبرمونها مع دول أجنبية تحت أسماء عديدة، مثل الاعتماد على خبراء أجانب لإنجاز مشاريع ضخمة قد تدوم سنوات، أو اتفاقات "التوأمة" باسم التبادل الثقافي، و إيفاد وفود أجنبية بحجة تعلم اللغات الأجنبية و غيرها من الأمثلة، و في حالة ما إذا كان الجاسوس في مهمة خارج بلده، فمن الضروري أن يكون له مساعدين، يستند عليهم في عمله، فهناك مثلا عميل اتصالات و هو ما يطلق عليه الفرنسيون اصطلاح agent de liaison، كما أن هناك عملاء واجبهم استضافة الجاسوس، و يعدون لهم عناوين إقامة أو يبقى عندهم بعض الوقت لتمويه تحركاته و سترها و ليواجه كل المواقف الحرجة التي يمكن أن تواجهه.
و الجاسوس أمامه عدو ضخم يتمثل في قوى مقاومة الجاسوسية بجميع أجهزتها و كثرتها و تخصصها، و هنا يمكن الحديث عن "الجاسوس النموذجي"، و لتسهيل المهام فقد استطاعت الإيديولوجية أن تلعب دورا كبيرا في استخدام "النساء" في عمليات التجسس، عملا بالمقولة التالية: "مخدع الرجل مقر أسراره"، حسب المحللين، فقد رأى مسؤولي الاستخبارات أن أفضل مكان لاستخراج أسرار الرجل هو مخدعه عندما يكون بين أحضان امرأة، و الواقع أن هذه العبارة صحيحة إلى حد ما، لأن الرجال تحت التأثير المباشر للعلاقات الجنسية يفقدون القدرة على الواقعية و الحكمة، حيث تطغى هنا قوة عاطفية توحي بالثقة بالمرأة، و هي ثقة ليست في محلها، إذ أثبتت حوادث التاريخ أنها اصطناعية، و قد تحدث التاريخ عن نساء كنّ في مستوى الجاسوس النموذجي، نساء من نوع خاص مارسن عمل الجاسوس عن طريق العلاقات الجنسية مع كبار المسؤولين و حتى الحكام ، بحيث لم يعد السؤال أيّ نوع من الرجال تتطلبه أعمال الجاسوسية، بل نوعية النساء أيضا، لأنه ثبت أن النساء أكثر مهارة في عمليات التجسس، تشير بعض الدراسات أن الجاسوس لا يعرف هويته و قد يموت و هو مجهول الهوية، و تعمل بعض الأحزاب السياسية و الجمعيات الشبانية و الطلابية و كذلك المؤسسات، و الشركات الصناعية و على رأسها شركات النفط ضمن شبكات التجسس، و هي متعددة الجنسيات، و قد تحمل جنسيات وهمية، و لها فروع في كل بلد بقبعات اقتصادية و ثقافية.
علجية عيش/ للمقال مراجع
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى