وزير الموارد المائية من قسنطينة : مخطط تنموي لضمان وفرة المياه الصالحة للشرب في آفاق 2050 بإشراك مختصّين دوليّين

التوقيع على منح 8000 ترخيص لحفر الآبار على المستوى الوطني
( 5000 ينبوع مائي سيتم تهيئته واستغلال مياهه في المشاريع التنموية على المستوى الوطني)
( 17 دراسة معمقة في مجال الموارد المائية بولاية قسنطينة)

تأتي زيارة وزير الموارد  المائية أرزقي براقي إلى ولاية قسنطينة في إطار تعليمات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون من أجل الوقوف على مناطق الظل أمام الظرف الصحي الذي تمر به البلاد و انتشار كوفيد 19 ، خاصة و أن قطاع الموارد المائية على غرار باقي القطاعات الأخرى يشغل اهتمام السلطات العمومية  لتبني سياسة  التحكم في الموارد المائية و تعبئتها باعتبارها ثروة وطنية ، و ذلك في إطار الإستراتيجية الوطنية للماء، حيث من المنتظر إنشاء منشآت كبرى لتخزين المياه و تصفيتها، و  وضع مخطط للتنمية لضمان وفرة المياه في آفاق 2050 ، كذلك التشاور مع مختلف الفاعلين في قطاع الموارد المائية، و كشف  الوزير عن دراسة معمقة  قيد التحضير بنظام "عن بعد" لدعم المدن التي تشهد تطورا كبيرا في العمران، على ان يتم استدعاء مختصين دوليين لإعداد برنامج استعجالي خاص  يعمم عبر التراب الوطني، دون أن يستثني مناطق الجنوب و هذا لتجنب الجفاف و قلة الأمطار، من خلال استغلال المياه الجوفية في عملية وصفها بالإستباقية، و كشف في هذا الصدد عن التوقيع على منح 8000 ترخيص لحفر الآبار، لتزويد السكان بالماء انطلاقا من المياه الجوفية، مشددا على ضرورة الإستخدام  الأمثل للمياه ، في رده على سؤالنا حول كيفية استغلال "الينابيع"  في إطار ترشيد الإستهلاك ، وكشف الوزير في هذا الإطار عن وجود 5000 ينبوع مائي على المستوى الوطني سيتم التكفل به من أجل  المحافظة على النوعية و النظام الإيكولوجي و استغلال مياهها في مشاريع عديدة.

وشملت زيارة وزير الموارد و المالية الذي كان مرفوقا بوالي قسنطينة أحمد عبد الحفيظ ساسي و رئيس المجلس الشعبي الولائي  عبد الرحمان بوصبع و نواب البرلمان بغرفتيه الإستماع إلى عرض حول برنامج القطاع  بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، و ماهي المشاريع الموجهة لسكان المناطق النائية و التي صنفت في خانة "مناطق الظل" على غرار المشاتي الواقعة ببلدية ابن زياد  و بلدية عين عبيد، و معاناة سكانها على مدار السنة، حسب الأرقام المعلن عنها، خصصت الوزارة ما يزيد عن 150 مليون دينار للإنطلاق في الدراسات  للقضاء على النقاط السوداء الموجودة عبر تراب الولاية، و العمل بالأولويات مثل إعادة تهيئة الشبكات و القضاء على التسربات، مع المتابعة اليومية للعمليات، عاين الوزير مشاريع عدّة بمختلف بلديات الولاية و إحصاء النقاط السوداء الموجودة، أمام الطلب المتزايد على الماء واحتجاجات السكان الذين يفتقرون إلى هذا المورد الحيّ و يعانون من الجفاف على مدار السنة،  سواء الماء الشروب او الموجه للسقي الزراعي، حيث وضع حيز الخدمة مشروع تزويد مشاتي تابعة لبلديات الولاية بالمياه الصالحة للشرب انطلاقا من نقب "عين التين"، متحدثا في ذلك عن الطريقة المثلى لإستعمال الفائض من هذه المحطة ( عين التين) لتمويل كل مناطق الظل بالماء الشروب و بالخصوص سكان عين عبيد و ابن زياد .
ففي مدينة علي منجلي و خلال وقوفه على محطة الضخ، أعطى الوزير تعليمات لشركة سياكو  بتزويد السكان الأكثر ضررا ، مع العمل على معالجة المياة و نزع عنها الكلس ( الكالكير)، مع العلم أن مدينة علي منجلي استفادت على مشروع إنجاز قناة جلب و تخزين المياه بالتوسعتين الغربية و الجنوبية بغلاف مالي قدره 02 مليون دينار، و إنجاز خزان بسعة 20 ألف متر مكعب ، و كلف الوزير كوسيدار بمباشرة الأشغال في مهلة لا تتعدى أسبوع،  أما بالنسبة لمحطة التصفية  الواقعة بنفس المنطقة ، المشروع حسب الشروحات سجل في ديسمبر 2011 و تم تسليمه في 2019، إلا أنه لم يدخل حيز الإستغلال، حيث انتقد الوزير التأخر و توقف نشاط المحطة، وببلدية عين عبيد أشرف الوزير على  وضع حيز الخدمة لخزان مائي بسعة 50 متر مكعب بدوار بلغراري التابع لقرية كحالشة كبار،كحل مؤقت إلى حين إنجاز البرنامج القطاعي الخاص بالمنطقة على المدى المتوسط.


وكانت للوزير فرصة للإستماع لإنشغالات سكلن بلغراري خاصة في ما يتعلق بالتموين بالمياه الصالحة للشرب، حيث تعهد بتسوية وضعيتهم في أقرب وقت،  كما وقف أرزقي براقي على مشروع بناء خزان بسعة 10 آلاف متر مكعب بالمدينة  الجديدة ماسينيسا بدائرة الخروب ، المشروع يشمل حوالي 5 بلديات ما يعادل أكثر من 50 بالمائة من مجموع سكان الولاية و هذا من شأنه  القضاء على أزمة التوزيع للمياه الصالحة لشرب و على مدار 24 ساعة، و كانت آخر محطة وقف عليها الوزير بلدية ابن زياد، حيث وضع حيز الخدمة  لشبكة التزويد بمياه الشرب بمنطقة مشتة عين التراب، و تزويد مشاتي تابعة لنفس البلدية و هي ( باب طورش، الفروج، المالحة، ربيعي عيسى و عين الكبيرة ).
كما شمل المشروع تزويد سكان بلدية مسعود بوجريو بالمياه الصالحة للشرب و هذا انطلاقا من نقب "عين التين" التابعة لولاية ميلة، على أن تتكفل شركة "كوسيدار" بهذه المشاريع ، الوزير الذي وجد نفسه محاصرا من قبل السكان لكرح انشغالاتهم تعهد  بتسوية وضعيته في أقرب وقت و التدخل مع جهات اخرى لحل مشاكلهم، تجدر الإشارة أن نسبة التغطية بالمياه الصالحة للشرب بولاية قسنطينة لا تتجاوز 65 بالمائة،  حسب التقرير المقدم،  عرفت الولاية شحت تام في الماء الشروب، وهذا بسبب اهتراء الشبكات و غيرها، و اشار التقرير أن 40 بالمائة من المياه عبارة عن تسربات، مع العلم أنه توجد 17 دراسة على مستوى مديرية الموراد المائية، من أجل التكفل بهذه المشاكل، تقول الأرقام أن المواطن الجزائري يستهلك معدل  175 لتر من مياه الشرب يوميا، كما أن ولاية قسنطينة تستهلك 500 ألف متر مكعب في اليوم  لتلبية احتياجاتها من المياه الصالحة للشرب، مع وجود عجز يقدر بحوالي  200 ألف متر مكعب في اليوم.
علجية عيش