كتاب "الحرب القذرة" شاهدٌ على مرحلة سوداء من تاريخ الجزائر
الخميس 25 يونيو 2020 - 9:38
و شهد شاهد من أهلها..
كتاب "الحرب القذرة" للضابط الحبيب سويدية هو عبارة عن مذكرات تؤرخ لأحداث تاريخية معينة، وهي تعدُّ مرجعا تاريخيا للأجيال ليقفوا على الحقائق و ما حدث في مرحلة التسيعنات و من هم صناعها و كيف تم تسويقها، حتى لا تبقى أسيرة التضليل، الانقلاب العسكري الذي حدث في الجزائر مدعومًا بالقوى الغربية إثر فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الانتخابات انتهى بالاستيلاء على إرادة الشعب و استعباده، استتثمر فيها تجار الموت من العصابة الحاكمة، المدعمة فرنسيا بالمال والسلاح والتعتيم الأمني والخبرات العسكرية وتبييض الأموال
فعادة ما تأتي الحقيقة في وقت متأخر جدًّا بعدما يُهَدَّمُ سقف الأمّة و من فيها و هذا كله بسبب الإنضباط الأعمى من جهة، و من جهة أخرى الصورة المزيفة التي يرسمها القادة العسكريون لمؤسسة الجيش، بأن من ينضم إليها يعتبر في خانة المجاهدين الذين كانوا بالأمس في جيش التحرير الوطني، هي أكبر أكذوبة غرسها القادة العسكريون في زمن التعددية و غسلوا بها عقول الشباب الجزائري، و السبب الثالث المغريات التي تقدمها المؤسسة العسكرية و التي تفتح شهية البعض، فيمشون كالعميان لا يرون الطريق السليم الخالي من الحفر و المطبات، فما تبرح هذه الأسباب الثلاثة أن تتلاشى من أذهانهم، في ظل هذه الظروف جاءت مذكرات الحبيب سويدية من الضباط السابقين في القوات الخاصة في الجيش الجزائري كشاهد عيان عن أحداث دموية، ضم فيها شهادته عن وقائع العشرية السوداء فيما سميت بالحرب القذرة، رسمت خطوطها العريضة من داخل المؤسسة العسكرية، بصفته أحد المشاركين في الانقلاب، حيث عرض تجربتة كضابط أوصلته إلى أن يقتنع بأن الجنرالات هم من كانوا يديرون هذه الحرب القذرة، بالمجازر التي حدثت في المدنيين والتي نُسِبت للإسلاميين، و باختراق أو صنع جماعات مسلحة والتحكم بها وتوجيهها من داخل ثكنات مديرية الاستخبارات الأمنية.
فقد تميز المشهد في هذه المرحلة بخطاب الكراهية و المواجهة بين طرفين متنازعين، كل طرف يرى نفسه على حق و أنه صاحب الشرعية، و كان القتل يرسم المشهد السياسي في الجزائر، سالت الدماء من هذا و ذاك، كانت عبارة "الإسلاميين" و كأنها الكفر بعينه لدى الجيش لدرجة أن منع بعض افراد الجيش من أداء الصلاة داخل الثكنات ، و أن كل من يصلي مشبوه فيه، و يعتبر خارجا عن القانون، البداية كانت بتصفية المتعاطفين مع الإسلاميين داخل المؤسسة العسكرية، و آخرون تم فصلهم و إبعادهم، و منهم من اعتقل و سجن و مورست عليه كل فنون التعذيب، و قد طالت الإعتقالات المدنيين و بخاصة الشباب، و إلى اليوم لم تقدم السلطات العسكرية تقريرا نهائيا عن مصير المفقودين، كل ذاك كان يتم تحت غطاء محاربة الإرهاب، اصبح كل شيئ مباح، ارتكبت في هذه المرحلة كل اشكال الجرائم من سرقات و اختطاف للنساء و اغتصابهن، فضلا عن المذابح الجماعية التي تتم في الليل و التهمة تلصق في الإسلاميين.
و يرسم الكتاب مسلسل المجارز التي وقعت في مدن الجزائر قام بها عسكر بثياب الإسلاميين بعدما اطلقوا لحاهم ، دون الحديث عن الأعمال التي كان يقوم بها الكوموندوس داخل المنازل المعزولة في الجبال وسكان القرى، و ظهرت خلال هذه المرحلة الحرجة ما سمي بحرب العشائر، وهو كما يقول صاحب المذكرات صراع بين عشيرة الرئيس وعشيرة الجنرالات، و ينسبونها للإسلاميين، وكان يحدث أن تقوم وحدات أمن متنكرة بقتل رجال شرطة أو عسكريين أو بذبح مدنيين لكي يمكنها فيما بعد الاتصال بالمقاتلين الإسلاميين واختراقهم أو تصفيتهم، في ظل هذه الظروف اضطر كثير من المدنيين إلى حمل السلاح دفاعًا عن أنفسهم أو انتقامًا لما عاينوه من جرائم في حق الأهالي في وقت أصبح قطع الرؤوس عادة يوصي بها الجنرالات أبرزهم الجنرال قائد صالح قائد القوات البرية ، و ضم الكتاب شهادات مواطنين تعرضوا لأعمال وحشية من قبل العسكر لا لشيئ إلا لأنهم صوتوا لصالح الفيس، و أصبح يشار لهم بأنه إرهابيين، فيتعرضون للتعذيب، كانت صرخات الأبرياء ترتفع و يسمع صداها على بعد عشرات الكيلومترات .
و كلما تحدث عملية تتم ترقية من يحقدون على الإسلاميين، و في شهادته يقول أن رجال الاستخبارات يطلقون لحاهم ويخرجون في لباس مدني، إشارة الى أنهم في الطريق الى مذبحة جديدة، ليدخلوا أحد القرى ويجلبون منها عددًا من المدنيين مقيّدي الأيدي بالأسلاك الحديدية ومغطّون الرؤوس بالأكياس، هؤلاء الذين كان قتلهم يتم بمعية الجنرالات لا تزال عائلاتهم إلى الآن تعتبرهم إما مفقودين أو قُتِلوا على يد الجماعات الإسلامية، بهذه الطريقة تم الإنقلاب على الشعب و نهب أمراله و ثروات البلاد و تهريبها نحو الخارج ، و بينما أصبحت المؤسسة العسكرية راعية للجريمة المنظمة بعد تسليحها لمليشيات من المدنيين من سجناء الحق العام السابقين الذين هاجموا الأسر ونفذوا عمليات إعدام متعددة في أنحاء البلاد، شاعت تجارة السيارات المسروقة والعملة الصعبة والمخدرات، و يختم الشاهد مذكراته بأن البدلة العسكرية والزى الرسمي الذي يرتديه كبار الجنرالات والكوادر العسكرية في بلادنا العربية و إن كانت توحي بالانضباط الذي يُعتاد تسويقه لهم، معلقين على صدورهم النياشين والأوسمة التي قُدِّمت مقابل تفانيهم في خدمة شعوبهم وحمايتهم من خطر الآخر، لكن في كثير من الأحيان يكون وراء تلك الأوسمة أخاديد من المقابر الجماعية التي ضمت رفات آلاف الأبرياء من المدنيين والعزّل، الذين قُتِلوا على يد من استأمنوهم أرواحهم و مصائرهم مطمئنين، إنّ تلك الجروح التي لا تزال أوجاعها تنزف في ذاكرة الجزائر.
قراءة علجية عيش بتصرف
فقد تميز المشهد في هذه المرحلة بخطاب الكراهية و المواجهة بين طرفين متنازعين، كل طرف يرى نفسه على حق و أنه صاحب الشرعية، و كان القتل يرسم المشهد السياسي في الجزائر، سالت الدماء من هذا و ذاك، كانت عبارة "الإسلاميين" و كأنها الكفر بعينه لدى الجيش لدرجة أن منع بعض افراد الجيش من أداء الصلاة داخل الثكنات ، و أن كل من يصلي مشبوه فيه، و يعتبر خارجا عن القانون، البداية كانت بتصفية المتعاطفين مع الإسلاميين داخل المؤسسة العسكرية، و آخرون تم فصلهم و إبعادهم، و منهم من اعتقل و سجن و مورست عليه كل فنون التعذيب، و قد طالت الإعتقالات المدنيين و بخاصة الشباب، و إلى اليوم لم تقدم السلطات العسكرية تقريرا نهائيا عن مصير المفقودين، كل ذاك كان يتم تحت غطاء محاربة الإرهاب، اصبح كل شيئ مباح، ارتكبت في هذه المرحلة كل اشكال الجرائم من سرقات و اختطاف للنساء و اغتصابهن، فضلا عن المذابح الجماعية التي تتم في الليل و التهمة تلصق في الإسلاميين.
و يرسم الكتاب مسلسل المجارز التي وقعت في مدن الجزائر قام بها عسكر بثياب الإسلاميين بعدما اطلقوا لحاهم ، دون الحديث عن الأعمال التي كان يقوم بها الكوموندوس داخل المنازل المعزولة في الجبال وسكان القرى، و ظهرت خلال هذه المرحلة الحرجة ما سمي بحرب العشائر، وهو كما يقول صاحب المذكرات صراع بين عشيرة الرئيس وعشيرة الجنرالات، و ينسبونها للإسلاميين، وكان يحدث أن تقوم وحدات أمن متنكرة بقتل رجال شرطة أو عسكريين أو بذبح مدنيين لكي يمكنها فيما بعد الاتصال بالمقاتلين الإسلاميين واختراقهم أو تصفيتهم، في ظل هذه الظروف اضطر كثير من المدنيين إلى حمل السلاح دفاعًا عن أنفسهم أو انتقامًا لما عاينوه من جرائم في حق الأهالي في وقت أصبح قطع الرؤوس عادة يوصي بها الجنرالات أبرزهم الجنرال قائد صالح قائد القوات البرية ، و ضم الكتاب شهادات مواطنين تعرضوا لأعمال وحشية من قبل العسكر لا لشيئ إلا لأنهم صوتوا لصالح الفيس، و أصبح يشار لهم بأنه إرهابيين، فيتعرضون للتعذيب، كانت صرخات الأبرياء ترتفع و يسمع صداها على بعد عشرات الكيلومترات .
و كلما تحدث عملية تتم ترقية من يحقدون على الإسلاميين، و في شهادته يقول أن رجال الاستخبارات يطلقون لحاهم ويخرجون في لباس مدني، إشارة الى أنهم في الطريق الى مذبحة جديدة، ليدخلوا أحد القرى ويجلبون منها عددًا من المدنيين مقيّدي الأيدي بالأسلاك الحديدية ومغطّون الرؤوس بالأكياس، هؤلاء الذين كان قتلهم يتم بمعية الجنرالات لا تزال عائلاتهم إلى الآن تعتبرهم إما مفقودين أو قُتِلوا على يد الجماعات الإسلامية، بهذه الطريقة تم الإنقلاب على الشعب و نهب أمراله و ثروات البلاد و تهريبها نحو الخارج ، و بينما أصبحت المؤسسة العسكرية راعية للجريمة المنظمة بعد تسليحها لمليشيات من المدنيين من سجناء الحق العام السابقين الذين هاجموا الأسر ونفذوا عمليات إعدام متعددة في أنحاء البلاد، شاعت تجارة السيارات المسروقة والعملة الصعبة والمخدرات، و يختم الشاهد مذكراته بأن البدلة العسكرية والزى الرسمي الذي يرتديه كبار الجنرالات والكوادر العسكرية في بلادنا العربية و إن كانت توحي بالانضباط الذي يُعتاد تسويقه لهم، معلقين على صدورهم النياشين والأوسمة التي قُدِّمت مقابل تفانيهم في خدمة شعوبهم وحمايتهم من خطر الآخر، لكن في كثير من الأحيان يكون وراء تلك الأوسمة أخاديد من المقابر الجماعية التي ضمت رفات آلاف الأبرياء من المدنيين والعزّل، الذين قُتِلوا على يد من استأمنوهم أرواحهم و مصائرهم مطمئنين، إنّ تلك الجروح التي لا تزال أوجاعها تنزف في ذاكرة الجزائر.
قراءة علجية عيش بتصرف
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى