محمد أركون مفكر إسلامي بلغة فرانكفونية
الجمعة 31 يوليو 2020 - 22:52
كيف السبيل إلى بعث الأنسنة من جديد في العالم العربي والإسلامي ؟
كيف يمكن أن نصل ما انقطع ونستلهمه مجددا لكي نبني عليه نهضتنا المقبلة ؟
كيف يمكن أن نصل ما انقطع ونستلهمه مجددا لكي نبني عليه نهضتنا المقبلة ؟
ذلك هو السؤال الذي طرحه محمد أركون، حيث أكد أن الحضارة الإسلامية قد ساهمت في تطوير نزعة "الأنسنة" من منتصف القرن الثاني حتى منتصف القرن الخامس الهجري، و يربط محمد أركون جيل الأنسنة بمسكويه و التوحيدي و قال أن هذه النزعة تألقت على يديهما ، لأن الثقافة الدينية وقتذاك كانت مزدهرة و منفتحة على العالم، و لم تكن تحمل أي عنف أو تطرف، و يأتي اهتمام محمد أركون بموضوع الأنسنة في وقت كانت أوروبا قد شهدت نهضة ثقافية فكرية لكنها ترعرعت في جو ديني، فيما اصطلح عليه بالوثنية ( تعدد الألهة)،و تعرضت هذه النزعة الى التسييس لأنها كانت في وقت من الأوقات تمثل الفكر المتحرر من السلطة و ضد السلطة، فحركة المعتزلة مثلا بدأت في البصرة في العهد الأموي و ازدهرت في بغداد ، لأنه كان هناك تواجد ثقافات ولغات بالعراق قديمة جدا، و يقول محمد أركون من يتأمل سورة "الكهف" يجد فيها إشارات واضحة إلى هذه الثقافات، فمن يقول إذن أن محمد أركون علماني فقد ظلمه لأن كتاباته تشهد على أنه مفكرٌ إسلاميٌّ رغم فرانكفونيته و بشهادة مفكرين عرب ، و كان هو و مالك بن نبي من بين علماء الفكر العربي الذي كتب عنهم المؤرخون العرب، و منهم الدكتور السيد ولد أباه في كتابه "أعلام الفكر العربي" مدخل إلى خارطة الفكر العربي الراهنة، في طبعته الثانية، فالرجل معروف بغزارة إنتاجه في الإسلاميات، غير انه يعتبر ناقد للعقل الإسلامي، فمحمد أركون انطلق في بناء مشروعه في نقد العقل الإسلامي في نهاية الستينيات، وشخَّص عناوين نقده الكبرى في مصنفه: " نحو نقد العقل الإسلامي" صدر باللغة الفرنسية عام 1984، و كان طموحه أن يطبق مناهج العلوم الإنسانية المعاصرة على النص الإسلامي، وقد تحدث محمد أركون عن الإصلاح الديني، و كانت له نظرة خاصة لما يسمى بـ: الإنتروبولوجية الدينية، كما تكلم عن العلاقة بين تطبيق الدين الإسلامي تطبيقا صحيحا و تقليده، على غرار ما حديث في التقليدين اليهودي و المسيحي، وصولا إلى غاية علمنة المجتمع الإسلامي و تنويره
فمحمد أركون كان له منهجا خاصا في تطبيق النص القرآني و هو منهج كان قد طبق على النصوص المسيحية، و تتلخص في إخضاع القرآن للدراسة النقدية التاريخية المقارنة، و التأمل الفلسفي لمعنى النصوص، و هذا لا يعني أن محمد أركون يقف ضد كلام الله، و لكن دعوته إلى إخضاع النصوص القرآنية إلى النقد من وجهة نظر تاريخية، يعود إلى الخلافات بين العلماء في تفسير القرآن و طريقة نسخه في ظل تعدد الحقول المعرفية، و اختلاف المذاهب ( الشيعة و السنة) التي تغطي مباحث عديدة أجملها محمد أركزن في: ( القرآن و تجربة المدينة، جيل الصحابة، و رهانات الصراع من أجل الخلافة و الإمامة، السُّنَّةُ و التَسَنُّنٍ، و قضايا أخرى تتعلق بالعقل و رهانات العقلانية و تحولات المعنى، و مسلمات التراث الإسلامي الكلي، و يقصد محمد أركون التقليد الجماعي المشترك بين المسلمين..الخ)
الذين درسوا الفكر الأركوني و منهم صاحب الكتاب يشيرون إلى أن حديث محمد أركون حول نقد العقل الإسلامي ، برز في الفترة نفسها التي تحدث فيها الجابري حول نقد العقل العربي، و كلاهما طرح مشروعا تاريخيا إنتروبولوجيا في آن معا و النظر فيها مرحل بمرحلة من مراحل التاريخ، و محمد أركون حسب الدكتور السيد ولد أباه من جهة يريد أن ينتقد الأطروحات الاستشراقية للعقل اللاهوتي عند أهل الكتاب، و من جهة أخرى يريد أن يفسح المجال أمام الحداثة و الأنوار، بمعنى أنه يحرص على التمييز بين المُفَكِّر فيه و بين اللا مُفِّكِر فيه، و ما لا يمكن التفكير فيه داخل النسق الإسلامي ، و هنا يمكن طرح عدة أسئلة جوهرية منها: هل الدّين ثابت أم متغير؟، و هل دعوة محمد أركون عامّة الجمهور إلى قراءة حرة و مفتوحة للنص القرآني، شبيهة بالظاهرة القرآنية التي طرح فيها مالك بن نبي رؤية جديدة للإعجاز القرآني ، و دعوته إعطاء فرصة للشباب المسلم فرصة التأمل الناضج للدّين؟
علجية عيش
- هل دعا محمد أركون إلى نزع القداسة عن النص القرآني و فرض قراءة تاريخية عليه؟
- من يحكم الجزائر؟ للعقيد محمد الصالح يحياوي
- محمد الصالح يحياوي دعا إلى التعامل مع المنطق و الواقع
- "يوم السقيفة" للدكتور حامد محمد خليفة و سؤال: أين هي مودة و حُبِّ أهل البيت؟
- التحرير الجزائرية تحاورالملاحظ السياسي محمد دحمون عضو قيادي سابق في حزب أحمد بن بلة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى